الجزائر- حذرت منظمة حماية وإرشاد المستهلك، من مصابيح مستوردة تلحق أضرارا جسيمة بالبصر من خلال الأشعة التي تصيب قرنية العين، خصوصا عند الأطفال ما يضعف بصرهم، وأمراض جلدية عديدة منها
سرطان الجلد.
دعا رئيس منظمة حماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، المستهلكين إلى توخي الحذر والمزيد من الوقاية لدى اقتنائهم المصابيح الكهربائية الحديثة (مصابيح الليد LED) بالنظر إلى حجم التقليد والغش الذي طال هذا النوع من المصابيح المسوقة محليا خصوصا المستوردة منها، مشيرا إلى أنها تشكل خطرا على صحة المواطن.
وقال زبدي لدى نزوله ضيفا على “يومية المجاهد” لتنشيط ندوة حول ظاهرة عدم مطابقة مصابيح “الليد” المسوقة محليا للمعايير الدولية، أن “أغلب هذه المصابيح المسوقة محليا غير مطابقة للمعايير الدولية، ما يعرض صحة المواطن للخطر لدى استعمالها خصوصا في المنازل”، بحسب نتائج دراسة مخبرية وتجريبية قامت بها منظمته بالتعاون مع مخبر مراقبة النوعية والجودة.
وأوضح زبدي أن الدراسة التي ارتكزت على عينات مأخوذة من السوق الوطنية لهذا النوع من المصابيح شملت ثماني (08) علامات تجارية (ست مستوردة واثنتان محليتان) قد أثبتت أن كل عينات العلامات الست المستوردة غير مطابقة للمعايير الدولية، فيما تستجيب العلامتان المحليتان للمعايير الدولية.
وأضاف زبدي أن الدراسة التجريبية التي اختبرت 25 مصباحا على مدى ستة أشهر ، خلصت إلى أن الجهات التي تسوق العلامات المغشوشة أو المقلدة أو غير المطابقة للمعايير “لا تكتفي فقط بتسويق منتجات غير مطابقة، بل تستعمل كذلك أسلوب التضليل، بما أن المعطيات المدونة على ظهر العلب المسوقة للمصابيح مغلوطة ولا تعكس المعايير الحقيقية للمنتج “.
وفي هذا الصدد، قال زبدي إن منظمته أبلغت مصالح وزارة التجارة بهذه التجاوزات وأخطرتها بنتائج هذه الدراسة، مؤكدا أن وزارة التجارة قد فتحت تحقيقا في القضية، وهي حاليا بصدد التحقق من المعطيات المتوفرة على مستواها خصوصا بالنسبة لمصابيح الليد المستوردة.
وفي السياق نفسه، دعا رئيس منظمة حماية وإرشاد المستهلك إلى “توقيف استيراد هذا النوع من المصابيح” التي “تلحق أضرارا جسيمة بصحة المواطن بدون علمه”، خصوصا في ظل وجود منتوج محلي يمكنه تزويد السوق الوطنية بمنتجات أصلية ومطابقة لمعايير النجاعة والسلامة العالمية.
وبخصوص الأضرار التي يسببها استعمال هذا النوع من المصابيح غير المطابقة، قال زبدي إنها تلحق أضرارا جسيمة بالبصر من خلال الأشعة التي تصيب قرنية العين، خصوصا عند الأطفال ما يضعف بصرهم، إضافة إلى أمراض جلدية عديدة منها سرطان الجلد، مشيرا كذلك إلى تأثيرها على الساعة البيولوجية للإنسان من خلال اضطرابات النوم التي يسببها التعرض لأشعتها وأعراض أخرى كالاكتئاب والقلق.
وقال زبدي إن هذا النوع من المصابيح يعرف رواجا كبيرا في السوق الجزائرية من خلال استعماله في المنازل والإدارات والمستشفيات والمدارس بالنظر لنجاعته الطاقوية وقلة استهلاكه للكهرباء، لكن يضيف زبدي، “يجب على المستهلكين التحلي بالمزيد من الحذر لدى اقتنائهم لهذه المصابيح”، داعيا إياهم إلى “حسن اختيار المنتوج والتأكد من مطابقته للمعايير قبل استعماله”.
ولتوجيه المستهلكين، دعا زبدي المواطنين إلى اختيار علامتي “إنيرجيكال” أو “أوريليس” وهما العلامتان الجزائريتان المصنعتان محليا واللتين أثبتت الدراسة أنهما مطابقتان للمعايير ولا تشكلان أي خطر على صحة المواطن.
من جهته، أوضح مدير مخبر مراقبة النوعية والجودة، عبد الكريم دادي حمو، لدى تطرقه إلى الجانب التقني للدراسة أن مصابيح الليد غير المطابقة للمعايير تشكل خطرا كبيرا على البصر وتؤدي كذلك إلى العمى وهذا لخطورة الأشعة التي تطلقها.
كما أوضح المسؤول أن “المستهلك يختار غالبا المصابيح المنيرة جدا والمشعة لكنْ هناك نوع من هذه المصابيح التي يميل لونها إلى الأزرق عند بداية استعمالها أو مع مرور الوقت وهو ما يسمى بالضوء الأزرق وهو خطير جدا على البصر حيث يمكنه أن يسبب أمراضا بصرية عديدة قد يصل إلى فقدان هذه الحاسة بالكامل”.
وفي هذا السياق، دعا السيد دادي حمو المستهلكين إلى المزيد من الحذر والتأكد من مطابقة مصابيح الليد مع المعايير المعمول بها دوليا، مضيفا أن المستهلك يجب عليه اختيار مصابيح لا تتعدى قدرتها 6.500 كالفين (وحدة قياس ألوان الضوء) المشار اليها في على ظهر العلب.
من جهة أخرى، وفي تدخلهم خلال الندوة، أشار ممثلان عن العلامات المنتجة محليا والتي تعتبر مطابقة للمعايير بحسب الدراسة، أن قضية الغش والسلع المقلدة لا تخص فقط المنتجات المستوردة، بل تمس كذلك منتجاتهم المصنعة محليا.