باحثون ومختصون في التراث الإسلامي.. مالك بن نبي مفكر موسوعي عالمي ذو صبغة إنسانية عالية

باحثون ومختصون في التراث الإسلامي.. مالك بن نبي مفكر موسوعي عالمي ذو صبغة إنسانية عالية

أبرز باحثون ومختصون في التراث الإسلامي، في ندوة دولية بعنوان “مالك بن نبي وقضايا الراهن” ضمن البرنامج الثقافي للطبعة الـ 26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب، أن المفكر الراحل مالك بن نبي (1905- 1973) “مفكر موسوعي ذو صبغة عالمية وإنسانية عالية، له مكانته البارزة على مستوى العالم الإسلامي والعالم”.

وقالت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، في كلمتها الافتتاحية لأشغال هذه الندوة الدولية، المنظمة بمناسبة الذكرى الـ 50 لوفاة مالك بن نبي، والتي قرأها بالنيابة عنها مدير الكتاب بالوزارة، تيجاني تامه، إن “الاحتفاء بفقيد الجزائر والفكر العربي الإسلامي المفكر الموسوعي مالك بن نبي هو وفاء لنموذج حي ورفيع للنخبة الجزائرية التي تمثل هذه المدرسة الوطنية الأصيلة الباحثة عن مستقبل أكثر إشراقا للأمة وفق قراءة فاعلة للمنجز المعرفي تاريخيا وبأحدث الأدوات المعرفية”.

وأشارت السيدة مولوجي إلى أن “المشروع النقدي والفكري الذي حمله مالك بن نبي ليس بحاجة إلى التذكر والذكر فحسب، بل هو وبما يمثله من قراءة عالمة وفارقة في عالم الأفكار والبناء الحضاري للمجتمعات بحاجة إلى تعميم وتبسيط مجمل الرؤية العميقة التي يطرحها للأجيال الجديدة لاسيما الطلبة الدارسين في الحقول الفكرية والثقافية”.

وفي ذات الشأن، أضافت الوزيرة أن بن نبي قد “ترك تراثا ثريا من المؤلفات القيمة، وهو صاحب مشروع حضاري وفكري ما زال حاضرا في الجامعات ومراكز البحث على الصعيد العربي الإسلامي والعالمي على حد سواء”.

من جهته، دعا عميد جامع الجزائر، محمد مأمون القاسمي، الجيل الجديد من الطلبة والدارسين الجزائريين إلى “قراءة متأنية لكتب المفكر مالك بن نبي للتعرف على عقيدة الحضارة ولفهم الاسلام الصحيح والتعرف على الاسلام كدين وكنظام وكتوازن شامل للحياة”، موضحا أن بن نبي بمثابة “وريث للفكر الخلدوني الذي اشتغل بمشكلات الحضارة”.

وبدوره، أكد الأستاذ بجامعة قطر، بدران بن لحسن، أن بن نبي “يعتبر واحدا من أهم مفكري العالم العربي والإسلامي في القرن العشرين الذين عملوا على إحياء التراث والمنهج الخلدوني ومدرسته الفكرية التي اعتمدت على دراسة الواقع وقوانين صيرورته وتغيراته في مستويات عديدة وممن ساهموا في صياغة مقاربة حداثية لقضايا التنمية والمعرفة المعاصرة، حيث صاغ أطروحاته الحضارية المبنية على تراث من سبقه من المفكرين في سياقات ثقافية وفكرية وعلمية مختلفة، وهو ما يميز مشروعه الفكري”.

وأشار الأستاذ محمد الطاهر ميساوي من جامعة ماليزيا، وهو أيضا مترجم بعض أعمال بن نبي إلى الإنجليزية، إلى أن “الإنتاج الفكري لمالك بن نبي لم يكن محليا ضيق الأفق ومنشغلا فقط بمعالجة قضايا وطنه، بل كان متفردا بفكر عالمي إنساني لا ينفصل عن المشكلات والقضايا العالمية الإنسانية الكبرى”.

من جهته، تطرق الباحث عمار طالبي في مداخلته إلى مرجعيات ومصادر تكوين المفكر مالك بن نبي على المستوى الثقافي والذهني، معتبرا أن هذا “المفكر العبقري هو نتاج لديناميكية عصره وبيئته وجزء من الخطاب الاصلاحي والفكر النهضوي الذي عرفته الجزائر في فترة معينة”.

ب\ص