باحثون مختصون يبرزون إسهامات علماء الجزائر التنويرية في الفضاء الإفريقي

باحثون مختصون يبرزون إسهامات علماء الجزائر التنويرية في الفضاء الإفريقي

 

أبرز باحثون مختصون في التراث والتاريخ الحضاري، السبت، بالجزائر العاصمة، جهود وإسهامات علماء الجزائر التنويرية وإشعاع حواضرها العلمية في الفضاء الإفريقي وغيرها من المناطق، وذلك في مختلف مجالات العلوم والفكر الديني والسياسي والثقافي.

واستعرض جامعيون من الجزائر وبلدان إفريقية وعربية خلال ندوة علمية دولية تحت عنوان “أعلام الجزائر وحواضرها” بالمكتبة الوطنية “الحامة” نماذج مختلفة لعلماء من الجزائر وحواضرها العلمية كمنطقة توات ومدينة الجزائر وتلمسان ومستغانم.

وتطرق في هذا الإطار الباحث الجامعي أحمد الجعفري من جامعة أدرار إلى “الدور الرائد للإمام المغيلي في نشر الإسلام الصحيح في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل، اعتمادا على رؤية إصلاحية شاملة هدفت لاستقرار المجتمعات الإفريقية ووحدتها بناء على الوسطية الدينية والابتعاد عن الغلو”.

وأضاف الجعفري أن جهود الإمام المغيلي الدينية “نجحت في نشر تعاليم الاسلام الصحيح في القارة الإفريقية وذلك إلى جانب جهود علماء آخرين من مختلف حواضر الجزائر العلمية كالشيخ سيدي أحمد التيجاني وطريقته الصوفية التي يتبعها ملايين المريدين في إفريقيا والعالم وغيرهم من علماء السنوسية والثعالبية والبكرية وغيرها، والتي خلفت إرثا متنوعا من مخطوطات تمثل فيها البعد الإفريقي والانساني ببصمة جزائرية”.

من جانبه، أشار الباحث ثاني عمر موسى من جامعة عثمان سوكوتو بنيجيريا في مداخلته إلى محور “تأثير الإمام المغيلي على علماء نيجيريا والسودان الغربي”، موضحا أن “فكر ومنهج الإمام المغيلي يتجلى من خلال نموذج الإمام عثمان بن فودي، وهو عالم نيجيري مجدد ثائر على الاستعمار الغربي أسس دولة سوكوتو ما بين 1804 – 1903.

واعتبر ذات المتحدث أن الإمام المغيلي “من أهم المرجعيات الدينية في إفريقيا، حيث تبوأ مكانة علمية عالية بين معاصريه من العلماء وكان له حضور فاعل، كما قدم الكثير للمجتمعات الإفريقية من أجل وحدتها واستقرارها”، مشددا على ضرورة “إحياء فكره وإنتاجه العلمي المشبع بأبعاده الإفريقية”.

من جهة أخرى، عرفت هذه الندوة تقديم مداخلة للباحث بابا عبد الله من جامعة أدرار تناول فيها مسار الشيخ عبد الكريم بن محمد البكري التمنطيطي (1586- 1633) الملقب بـ “عالم توات” والمكانة العلمية والدينية المرموقة لهذا العالم الجليل الذي “كان له حضور قوي في إقليم توات وخارجه وفي مختلف المجالات العلمية والقضائية والاجتماعية والسياسية، وكذا إجازاته ومحاوراته في زمنه مع علماء الأزهر الشريف، وما خلفه أيضا من مؤلفات عديدة ينبغي استحضارها”.

وعرف أيضا هذا اللقاء تقديم مداخلات حول علماء جزائريين آخرين بارزين وآثارهم وكذا الحواضر التي عاشوا فيها على غرار الشيخ عبد الرحمان الثعالبي ومحمد بن إبراهيم الآبلي التلمساني وعلمه وفكره، ومحمد بن يحيى الندرومي وأثره على الحركة العلمية في بيت المقدس بفلسطين، وكذا سيدي لخضر بن خلوف الشاعر والمقاوم من مدينة مستغانم، والشيخ عبد الحميد بن باديس من قسنطينة رائد الإصلاح والتحرر.

ب\ص