في ندوة احتضنتها دار الثقافة مالك حداد

باحثون في التاريخ يبرزون مكانة الشهيد ديدوش مراد في الثورة التحريرية

باحثون في التاريخ يبرزون مكانة الشهيد ديدوش مراد في الثورة التحريرية

كان الشهيد ديدوش مراد أحد مهندسي الثورة التحريرية المظفرة الذي سقط في ميدان الشرف في 18 جانفي 1955 بولاية قسنطينة، يتمتع بقوة إقناع مكنته من القيام بـ “أفضل تعبئة” ضد المستعمر الفرنسي، حسب الشهادات التي استقتها “وأج” من مؤرخين ومجاهدين.

وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور عبد الله موساوي رئيس قسم التاريخ بجامعة عبد الحميد مهري (قسنطينة 2)، أن ديدوش مراد مسؤول المنطقة الثانية وعضو مجموعة الستة التاريخية، حضر لتفجير الثورة التاريخية المجيدة في الفاتح نوفمبر 1954 وكان معروفا بحسه العالي في الإقناع الذي كان يغذيه حبه للوطن، وقد تمكن من تعزيز التعبئة من أجل المشروع الثوري.

وعلى هامش ندوة احتضنتها دار الثقافة مالك حداد، بمناسبة إحياء الذكرى الـ 68 لاستشهاد ديدوش مراد، أكد الدكتور موساوي الذي اعتمد على أبحاثه حول حياة الشهيد ومساره النضالي، بأن ديدوش مراد هو من أقنع علي منجلي أحد الشخصيات البارزة في كفاح التحرير الوطني بالالتحاق بالمشروع الثوري بالجزائر.

وقد كان ديدوش مراد الذي تشبع من المعطيات الميدانية لكونه كان ملتزما جسدا وروحا من أجل القضية الوطنية، يستعمل خطابا مؤسسا وحماسيا، حسب الدكتور موساوي الذي أوضح بأن ذلك البطل وضع استراتيجيات كفاح كانت تجعل الجميع مجندا من حوله.

وبعد أن تطرق إلى تعاونه الوثيق مع محمد بوضياف، عاد الدكتور موساوي للحديث عن استراتيجية ديدوش مراد من أجل “تهيئة” الجبال لتشكيل “مخبأ آمن” للمجاهدين وجعل الطبيعة في خدمة الكفاح المسلح.

وفي كلمته بذات المناسبة، أوضح الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، المجاهد محمود بوربونة، بأنه قد تمت مباغتة الشهيد ديدوش مراد مع رفاقه في الكفاح عندما كانوا يعبرون وادي بوكركر، حيث أبدى شجاعة وبطولة من خلال دعوة زملائه (كانوا 17) إلى المواجهة والكفاح دون إيلاء أي اهتمام لميزان القوى، لأن الرهان كان إعطاء دليل للشعب بأن القتال والكفاح موجودان.

فبالنسبة لديدوش مراد كانت المعركة ذات “أهمية كبيرة” مهما كانت نتيجتها. واستنادا له كان المهم هو أثرها على الشعب، حسب ما أردفه السيد بوربونة، مبرزا أن الأهم في تلك المعركة “هو إبراز أنها حقيقية مهما كانت الظروف”. وأضاف “لقد كانت هذه هي الرسالة الحماسية لديدوش مراد”.

وبعد أن تحدث عن بطولة ديدوش مراد (1927-1955) أبرز الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين صمود ديدوش مراد أمام العدو.

وقال في هذا الصدد “لقد كان قويا ومتماسكا”، موضحا بأنه حتى عندما تم توقيفه من طرف الجيش الفرنسي في إحدى مقاهي قسنطينة، لم يسلم الشهيد السلاح.

ب\ص