يراهن سكان تكوت الواقعة على بعد 90 كلم جنوب شرق باتنة على تظاهرة سوق عيد الخريف التي انطلقت السبت لتدوم إلى غاية 30 أوت الجاري لجعل بلديتهم النائية وجهة سياحية بامتياز.
فلم تعد هذه المناسبة العريقة التي أعطى لها شباب ومثقفون نفسا جديدا في السنوات الأخيرة تنم فقط عن إصرار كبير للمحافظة على الموروث الثقافي الذي تزخر به الجهة, وإنما أصبحت كل الآمال معلقة عليها للتعريف أكثر بالمعالم والتحف المعمارية التي ما زالت صامدة فيها منذ قرون إلى حد الآن مما ينعش التنمية المحلية بها. وفي هذا الصدد قال الحرفي و المنتخب المحلي يعقوب بزالة بأن هذا المسعى يعزز فوز هذه البلدية السنة الجارية بجائزة أحسن دشرة في المسابقة الولائية التي نظمتها مديرية السياحة والصناعة التقليدية في طبعتها الأولى
فهذه البلدية, يضيف المنتخب المحلي, تكتنز تراثا هاما جدير بالتثمين والاستغلال من ذلك الدشرة القديمة التي تمتاز بتضاريسها ومناظرها الطبيعية الخلابة وتراثها المعماري والعمراني الأصيل الذي اعتمد السكان في إنشائه على مواد محلية بسيطة زادت من جمال بناياتها وانسجامها مع البيئة والمحيط المحليين وإلى جانب البساتين المتناسقة والقلاع أو المخازن الجماعية (ثقليعث) وبعض الآثار الرومانية, يردف السيد بزالة, يتواجد بتكوت مسجدان عتيقان بتصاميم عريقة محلية, الأول مسجد سيدي عيسى بقرية جارالله المشيد منذ أزيد من 6 قرون على ضريح ولي صالح والثاني يعود لأكثر من 4 قرون وبني أيضا على ضريح الولي الصالح سيدي عبد السلام.
وسيتسنى لضيوف المدينة خلال هذه الفترة اكتشاف خصوصيتها وما تزخر به من تراث مادي ولا مادي بالتوازي مع موعدها التجاري والاقتصادي العريق الذي ينظم بوسط البلدية وتعرض فيه مختلف السلع والمنتجات لاسيما الخضر والفواكه الموسمية التي تشتهر بها المنطقة. وتعد هذه التظاهرة بالنسبة لسكان تكوت, حسب إبن المدينة رئيس جمعية ثيللي نيمعذار أو حرية المعاق, هشام برحايل, موعدا هاما للساكنة دأبوا على إحيائها سنويا وفق تقاليد توارثوها أبا عن جد وحافظوا عليها دون أن تفقد بريقها. ويقول في هذا الخصوص الباحث والمختص في التاريخ القديم الدكتور جمال مسرحي من قسم التاريخ بجامعة باتنة 1 أن عيد سوق الخريف بتكوت يعتبر حدثا اقتصاديا ومظهرا أنتربولوجيا حيث كان و ما زال يشكل عامل تواصل بين سكان تكوت والمناطق المجاورة لها وتمثل هذه التظاهرة كذلك بأبعادها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية وأيضا الثقافية, يضيف ذات الجامعي, إحدى مكونات الموروث الثقافي والحضاري الذي تزخر به منطقة الأوراس ككل والذي يستدعي الاهتمام به والمحافظة عليه كعامل هام في الترويج السياحي و إنعاش التنمية عموما بالولاية والمنطقة.
جمال ح