بئر خادم.. زلزال ميلة يعمق جراح سكان سيدي امبارك القصديري   

بئر خادم.. زلزال ميلة يعمق جراح سكان سيدي امبارك القصديري   

عمقت الهزة الأرضية التي ضربت ولاية ميلة، جراح القاطنين بالقصدير على مستوى العديد من الأحياء بالعاصمة، لاسيما مع الأضرار الجسيمة التي خلفتها، كما هو الحال بالنسبة لسكان “سيدي امبارك” القصديري الواقع على مستوى بلدية بئر خادم، الذين باتوا متخوفين من الموت تحت الأنقاض، إن عرفت العاصمة كارثة طبيعية مثل التي شهدتها الولاية المنكوبة مؤخرا، مشيرين إلى أن وضعية الأكواخ لا تسمح بأن تصمد لدقائق في حال وقوع أي كارثة، لاسيما بعد أن عرفت عدة ولايات بالوطن زلازل خفيفة في الأيام الأخيرة، مطالبين بضرورة برمجة حيهم ضمن عمليات إعادة الاسكان التي تقوم بها مصالح ولاية الجزائر، من أجل التخلص من شبح الموت الذي بات يطاردهم على مدار سنوات.

وقال سكان الحي القصديري، إن معاناتهم مع الصفيح ما تزال متواصلة، جراء تلك المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات طويلة، بدءا بمشكل انعدام ربط الحي بغاز المدينة، حيث يضطرون إلى اقتناء قارورات غاز البوتان خاصة أثناء فصل الشتاء بهدف استعمالها لأغراض التدفئة والطبخ، إلى جانب انعدام الإنارة العمومية، ما جعل المنطقة تتخبط في دوامة الظلام وتدخل قاطنيها في عزلة تامة عن باقي الأحياء المجاورة، ناهيك عن غياب قنوات الصرف الصحي والانتشار الكبير للنفايات، وما زاد من معاناتهم هو غياب المياه الصالحة للشرب، ما دفع المواطنين إلى التنقل لمسجد سيدي أمبارك المحاذي لحيهم من أجل التزود بالمياه، إذ أصبح مشكل المياه الهمّ اليومي الذي يحملونه ليلا ونهارا، خصوصا في فصل الصيف، كما تطرق المشتكون إلى مشكل اهتراء شبكة الطرقات بالحي، حيث أنه وبمجرد تساقط بعض الأمطار تتكون برك مائية من مختلف الأحجام تتسبب في قطع الطريق أمام المواطنين، دون الحديث عن مشكل انعدام الكهرباء، حيث أشاروا إلى أنه وبالرغم من أن البلدية قامت بتوصيل حيهم بعدادات كهربائية، غير أن هذه الأخيرة لم تنهِ الأشغال مما يضطرهم لاستعمال طرق عشوائية للتزود بالكهرباء، مضيفين في السياق ذاته أن الحياة في هذه السكنات باتت إلى حد بعيد كالإسطبلات وأصبحت أمرا لا يطاق، وهو ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر أمام ارتفاع نسبة الإصابة بمختلف الأمراض كالربو والحساسية ومشاكل التنفس وغيرها من الحالات الناتجة عن تدهور المحيط البيئي والعمراني.

ويتخوف هؤلاء من الهزات الأرضية التي باتت تعرفها البلد في السنوات الأخيرة، خاصة خلال الأشهر الأخيرة، آخرها زلزال ميلة الذي نجم عنه خسائر مادية كبيرة، وباتت عشرات العائلات بلا مأوى ومشردة بعد انهيار سكناتهم، وهو المصير الذي بات يتخوف منه هؤلاء، لاسيما مع وضعية أكواخهم المهترئة، التي لن تصمد أمام هزة ارتدادية، فما بالك بهزات تصل درجاتها إلى ما فوق 4 درجات، مطالبين مصالح ولاية الجزائر، التي استأنفت عمليات الترحيل من جديد، ببرمجتهم في العمليات المقبلة، من أجل إنهاء معاناتهم التي ما تزال مستمرة لحد الساعة.

تجدر الإشارة، إلى أن المجلس الشعبي البلدي لبئر خادم بالعاصمة، كان قد راسل السلطات الولائية، منذ أشهر، وطالبها بضرورة القضاء على أهم النقاط السوداء التي ما تزال متمركزة بإقليم البلدية، من خلال إدراج بعض الأحياء القصديرية ضمن عمليات إعادة الإسكان المقبلة، كما هو حال حي “سيد امبارك” الذي قال إن قاطنيه يعيشون منذ سنوات ظروفا جد كارثية وبطريقة عشوائية في سكنات قصديرية منذ أكثر من 30 سنة، موضحا أن الحالة المزرية التي يتخبط فيها سكان الحي، تستوجب تدخل المصالح الولائية، من أجل إنهاء سلسلة الاحتجاجات التي يقوم بها المتضررون بشكل دوري من أجل المطالبة بحل جذري لهم يرضي الطرفين، من خلال برمجتهم للترحيل ومنحهم سكنات لائقة تكون بديلة عن السكنات التي يقطنونها، وتنعدم بها أدنى متطلبات العيش الكريم، ضمن المراحل المقبلة من عمليات إعادة الإسكان التي تقوم بها مصالح ولاية الجزائر، منذ ما يزيد عن ست سنوات.

إسراء. أ