انتفض سكان أقبية “باب الزوار” بالعاصمة، من الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها منذ أكثر من 20 سنة، في “جحور” تغيب فيها أدنى متطلبات الحياة الكريمة، مشيرين إلى أنه وبالرغم من المطالب الكثيرة بشأن ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم، غير أن السلطات الولائية لم تبرمجهم للترحيل بعد، وهو ما أثار حفيظتهم، وأدى بهم إلى الخروج للشارع كرد فعل على تناسي السلطات الولائية برمجتهم طيلة عملياتها الـــ25 التي ما تزال متواصلة لحد الساعة.
وأوضح سكان هذه الأقبية الموزعين عبر حي” 8 ماي 45 سوريكال”، من خلال منشور لهم عبر الصفحة الرسمية لولاية الجزائر، أنهم يعيشون داخل أقبية لأكثر من 20 سنة، بعدما أجبرتهم ظروف الحياة على الاستنجاد بها، بسبب أزمة السكن الخانقة التي تعاني منها أغلب العائلات العاصمية، ما جعلهم عرضة لمختلف الأمراض، مشيرين إلى أنهم ناشدوا ويناشدون في كل مرة السلطات المحلية للتدخل والوقوف على حجم معاناتهم في هذه البيوت التي لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة، غير أن مناشدتهم لم تلق أية استجابة على أرض الواقع، سوى وعود وهمية كاذبة ملوا من تصديقها.
وأشار هؤلاء، إلى المشاكل الكثيرة التي يتخبطون فيها داخل حجور صغيرة، تنعدم فيها التهوية، بينها الانتشار الكبير للنفايات التي أصبحت تغزو الحي وتحتل المساحة الأكبر فيه، خاصة بعد غياب دور عمال النظافة عن الحي ومتابعتهم لنشاطهم اليومي مثل باقي الأحياء، وهو ما جعل المكان أشبه بمفرغة عمومية للنفايات منه إلى حي سكني، ناهيك عن مشكل تسرب مياه الأمطار بمجرد هطول هذه الأخيرة والتي تحدث حالة طوارئ في بيوت هؤلاء السكان، إذ يضطرون إلى استعمال شتى الوسائل وكافة الطرق والأدوات من أجل أن يحولوا دون سقوط الأمطار على رؤوسهم.
في سياق متصل، أوضح بعض سكان الأقبية بهذا الحي، بأنهم يعيشون وضعية صعبة وحرجة للغاية، الأمر الذي يتطلب حسبهم تدخل السلطات المعنية التي تم الاتصال بها مرارا وتكرارا عبر مراسلات خطية، إضافة إلى توجههم إلى البلدية في عدة مناسبات لكن لم يلمسوا أية استجابة من الجهات المعنية أو أي تغير ملحوظ، مؤكدين أن الحالة جد الكارثية لتلك الأقبية باتت تعرض صحتهم للخطر، كونهم باتوا معرضين للإصابة بمختلف الأمراض والأوبئة، نظرا لتقاسمهم العيش مع الحشرات والروائح الكريهة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي والنفايات المكدسة.
وجدد سكان أقبية بلدية باب الزوار، مطلبهم للسلطات المعنية من أجل وضع حد لهذه المشاكل التي يتخبطون فيها، والتي لا تزال عالقة إلى يومنا هذا، من انعدام النظافة بالأحياء إلى انتشار القاذورات التي أدت بدورها إلى انتشار مختلف الأمراض الجلدية وغيرها، فضلا عن الرطوبة العالية التي ساهمت أيضا في ظهور بعض الأمراض، متذمرين من سياسة الصمت واللامبالاة التي تنتهجها السلطات في الرد على قضيتهم وفي تحقيق مطالبهم المرجوة، مؤكدين أن المراسلات العديدة التي يوجهونها للسلطات في كل مرة ومنذ انطلاق عملية إعادة الإسكان في جوان 2014، لم تجد نفعا.
إسراء.أ