إثر اختناق ميناء إسرائيل الرئيسي في إيلات، حيث أصبح فارغاً من السفن، ومن خلفه كيان يشيع مع قتلاه كل جوانب قوته وهيبته، وعليه حضر إلى “تل أبيب” أبرز قادة مجلس الحرب الأميركي، تشارلز براون ولويد أوستن وجيك سوليفان، من أجل الإعلان عن إطلاق عملية “حارس الازدهار” أو الرخاء الدولية.
وأيا كانت التسمية.. فأنصار الله اليمنيين يصرون على أن الكيان الصهيوني لن يتنفس ولن ينعم بالرخاء الأميركي عبر نافذة البحر الأحمر الاستراتيجية إلا بعد أن تتنفس غزة ويدخل إليها الغذاء والدواء بشكل يؤدي إلى رفع الحصار، إضافة إلى وقف الوحشية الإسرائيلية في الضفة، في استراتيجية يمنية محكمة في الصياغة النظرية والعاطفية والفكرية، ولكنها أيضا فاعلة في الميدان الحربي. هذا اليمن الموجوع بحرب عربية/دولية ضده منذ سنوات، والبعيد عن فلسطين، يفاجئ العالم بأنه الأقرب إلى تحسس أوجاعها، والأقدر على نصرتها، وهو يقبض على واحد من شرايين حياة الكيان الإسرائيلي. فاليمن” العنيد” الحارس الطبيعي لأمواج البحر أجبر كبريات شركات الشحن العالمية على تحويل مسارها نحو رأس الرجاء الصالح، بعيداً 20 يوماً للاستدارة حول أفريقيا. وأكد موقع “The War Zone” الأميركي، أنّ عملية “حارس الازدهار” التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية في البحر الأحمر، تظهر “تصدّعاتٍ كبيرةً”، في الوقت الذي “طالت فيه ضربات الطائرات المسيّرة السفن قبالة الهند، بعيداً من شواطئ اليمن”. ليس ثمة احتمال لنجاح هذه القوة الدولية في إعادة سفن العالم للإبحار في البحر الأحمر نحو إيلات لأسباب عديدة من اهمها…تمتُّع اليمنيين بمعرفة المنطقة وطبيعتها، فهم أهلها، بما يجعلهم أكثر مرونة ومناورة في الحركة، إضافةً إلى اعتمادهم على قطع بحرية صغيرة قادرة على تنفيذ تهديداتها، وبالتالي فإن قدرة القوة الدولية على إعاقة المسيرات والصواريخ المتجهة إلى السفن المخالفة ليست كافية ولا آمنة إلا بنسبة محدودة لا تكفي لهذا الرخاء الذي أطلقت أميركا شعاره النظري. فالقوى الدولية، ستجد نفسها أمام معطيات واقعية تغلّب فيها الضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف الحرب، مقابل تجنب مواجهة بحرية دامية مع اليمن العنيد، وخصوصاً أمام استحقاق الأسرى الإسرائيليين الضاغط بقوة داخلياً وخارجياً، في ظل المتاهة التي يغرق فيها جيش الاحتلال في كثبان غزة، مع تراجع العالم عن دعم “إسرائيل” أمام طيشها الجنوني في قتل الآلاف من دون أدنى هامش عسكري. بالإضافة، إلى رفض كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، المشاركة في هذا التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي في البحر الأحمر.
ص.خ