أعطيت، مساء الثلاثاء، بمدينة تورنهوت البلجيكية، إشارة انطلاق فعاليات الدورة الثانية من “مهرجان الواحة السينمائي”، مع أفلام تدور هذا العام حول “التشققات والتصدعات التي تصيب مجتمعاتنا”،
ويركز المهرجان في خياراته على العلاقات السياسية والثقافية بين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من جهة، وأوروبا من جهة أخرى، وتشارك الجزائر بفيلمي “تيمقاد” و “البحث عن الجنة”.
ويتحدث “تيمقاد” للمخرج فابريس بنشوشة عن عالم آثار يسافر إلى الجزائر للتنقيب في المدينة الرومانية القديمة تيمقاد، لكنه يجد نفسه هناك مدرباً لفريق نادٍ محلي لكرة القدم لأطفال بحالة رثة، لا يملكون قمصاناً أو أحذية، إلا أنهم ممتلئون بالطاقة ومفعمون بالموهبة، ليتبين لاحقاً أن أفضل لاعب في الفريق هو فتاة. وهنا تبدأ رحلة الفيلم في متابعة أثر حضور فتاة بين كل هؤلاء الذكور، ليطرح موضوع المساواة بين الجنسين والتسامح الديني.
ويستند فيلم “البحث عن الجنة” على بحث مكثّف أجراه المخرج مرزاق علواش، عثر خلاله على عشرات من شرائط الفيديو التي تبث عبر موقع “يوتيوب” على الإنترنت، لشيوخ التطرف الذين يسرفون كثيرا في وعودهم للشباب بدخول الجنة وملاقاة الحور العين، مع الاستمتاع ببحار من العسل والخمر تقدمهما لهم الحوريات، تشجيعا لهم على الالتحاق بما يدعونه الجهاد وما هو في الحقيقة سوى الجماعات الإرهابية المنظمة.
وتبدأ بطلة الفيلم، الصحافية الشابة من شريط عثرت عليه يعد فيه أحد هؤلاء المشايخ شباب الجهاد بالحور العين ويسهب في وصفهن بالقول إنهن يتميّزن ببياض البشرة ونعومتها دون حاجة إلى مساحيق أو “كريمات أو نيفيا” -على حد قوله- ثم تبدأ “نجمة” وهو الاسم الذي يطلقه علواش على الممثلة التي تقوم بدور الصحافية في الفيلم، برفقة زميلها الصحافي مصطفى، بالبحث في موضوع الجنة ومفهومها ومغزاها والصورة التي تروّج لها، فتعرض شريط الفيديو على عشرات الأشخاص، عبر جولة في ربوع الجزائر، تنتقل خلالها من المدينة إلى الريف، ومن رجال ونساء في الشارع، إلى نماذج من النخبة المثقفة، للتعرف على انطباعاتهم عن فكرة الجنة وصورتها في أذهانهم، وكيف ينظرون إليها ويتخيلونها في “العالم الآخر”، وكيف يرون ما يقوله الشيخ في الشريط المشار إليه عن الحوريات الاثنتين والسبعين وغير ذلك من إغراءات يعرضها بحماسة لافتة على الشباب البسيط، وما تأثير مثل هذه الدعوات.