انطلقت، السبت، الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي بمشاركة دولية كبيرة. ويعرض هذا العام نحو 65 فيلمًا من أفضل إنتاجات العام، مقسمة على ثلاث مسابقات رسمية “مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة”، بجانب البرنامج الرسمي خارج المسابقة، إضافة إلى البرنامج الخاص، تصل قيمة الجوائز المقدمة إلى 224 ألف دولار أمريكي، وكذا الجوائز العينية “جائزة نجمة الجونة، والشهادات” المُقدمة إلى الفائزين في المسابقات المتنافسة، كما يمكن للأفلام الطويلة ذات الطابع الإنساني أن تحصل على جائزة الجمهور “سينما من أجل الإنسانية” في إطار البرنامج الخاص.
وتشارك الجزائر في مسابقة الأفلام الوثائقية بفيلم “جزائرهم” للمخرجة لينا سويلم، حيث يقرر جَدا لينا، الجزائريان عايشة ومبروك الانفصال عن بعضهما بعد زواج دام 62 عامًا، وبناءً على ذلك، تقرر الحفيدة (لينا) استغلال الفرصة لمساءلة رحلتهما الطويلة في فرنسا وانعطافات حياتهما في المنفى.
وهاجر الزوجان سويًا من الجزائر في خمسينيات القرن المنصرم إلى بلدة تيير، حيث اختبرا الحياة الخاصة بالعمال الجزائريين في فرنسا. الآن، وقد حان الوقت للنظر في كل ما مضى.
يناقش مهرجان الجونة السينمائي هذا العام خلال دورته الرابعة قضايا اللاجئين، وبيروقراطية الحكومات، فنجد أنه في فيلم “استمع” يوجه سهام نقده لمؤسسات الشؤون الاجتماعية البريطانية وبيروقراطية مؤسساتها المتعاملة بتجرد إنساني مع المهاجرين، وهذه المرة ليسوا من أبناء العالم الثالث، بل من بلد أوروبي، ما يوسع من مشهد التمييز الحاصل اليوم في التعامل مع المهاجرين القادمين من كل مكان.
وفي مسابقة الأفلام الطويلة يفتتح المهرجان فعالياته بفيلم “الرجل الذي باع ظهره” للمخرجة كوثر بن هنية، وتدور أحداثه حول سام شاب سوري حساس عفوي، فر إلى لبنان، هربا من الحرب في بلده. دون إقامة رسمية، يتعثر سام في الحصول على تأشيرة سفر لأوروبا، حيث تعيش حبيبته عبير، ويتطفل سام على حفلات افتتاح المعارض الفنية ببيروت، حيث يقابل الفنان الأمريكي المعاصر الشهير جيفري جودفروي، ويعقد معه اتفاقًا سيُغير حياته للأبد، شارك الفيلم كمشروع في مرحلة التطوير في منصة الجونة السينمائية في الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي. كما عُرض “الرجل الذي باع ظهره” عالميًا لأول مرة في الدورة الـ77 لمهرجان فينسيا السينمائي.
ويشهد المهرجان أيضًا لجان تحكيم أخرى بجانب لجان المسابقات الثلاث الرئيسية، ومنها، لجنة تحكيم شبكة الترويج للسينما الآسيوية (نيتباك) التي تتألف من أندريه فاسلينكو المبرمج والناقد السينمائي، وإيتالو سبينيلي المبرمج والمخرج ومجدي الطيب الكاتب والناقد المصري.
وتشهد الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي هذا العام، تضامنا مع القضية الفلسطينية ضد قضايا الاحتلال الإسرائيلي، حيث يشارك ضمن مسابقاتها الرسمية الفيلم الفلسطيني “200 متر” للمخرج أمين نايفة، وقد أدرج ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وفيه يجسد تجربة عائلة فلسطينية صغيرة فصل بين أفرادها جدار عنصري، حيث جعل رحلة الأب لزيارة ابنه في المستشفى الذي لا يبعد سوى 200 متر عن منزله؛ أوديسا طويلة مثقلة بالمخاطرة، فكان عليه الالتفاف حول الجدار بطرق سرية، وقد زادت حيوية نقلها على الشاشة من ديناميكية نص سينمائي يجسد عذاب الفلسطيني ومعاناته في وطنه، والمهم إظهار إصراره على التواصل والبقاء.
ويعرض المهرجان الفيلم الوثائقي “بانكسي أكثر المطلوبين” لأوريليا روفييه، وشيموس هالي، ويقدم هذا الفيلم الوثائقي رؤية لحقيقة ما يطلقون عليه روبن هود الرسم بانكسي؛ حيث تكشف كل مقابلة وتحقيق عن جانب من جوانبه كفنان ملتزم بقضايا البيئة، وعنده موقف إيجابي من اللاجئين السياسيين، شهادات مختلفة يخبرنا بها أولئك الذين يعرفونه وعملوا معه، والذين يستغلونه، والذين يطاردونه، وأولئك الذين يحاولون نسبته لأنفسهم. من خلال تلك الشهادات يضعنا الفيلم في قلب عالم بانكسي الغامض المثير للاهتمام، وعُرض الفيلم في مهرجان تريبيكا السينمائي 2020.
ويشهد مهرجان الجونة السينمائي، محاضرة افتراضية لنتفليكس يقدمها كريستوفر ماك، وهو مدير قسم تطوير واستثمار المواهب الإبداعية العالمية في شركة نتفليكس.
وعمل كاتبًا للدراما لـ٠١ سنوات، حيث عمل على مسلسلات تلفزيونية مثل “إي آر” و”زا براكتيس” و”زا نيو تويلايت زون”. أدار ماك ورشًا لكتابة المسلسلات لشركة وارنر بروس، كما شارك في تأسيس قسم الشبكة الرقمية في ذات الشركة. يعمل حاليًا مع شركة نتفليكس على مسلسلاتها وأفلامها الأصلية العالمية، مساعدًا على دعم وتطوير والتعرف على صناع السينما والتليفزيون عالميًا.
انطلاقًا من حرص مهرجان الجونة السينمائي على الاهتمام بكل ما هو متعلق بفن السينما، وتسليط الضوء على كل فناني السينما، يعلن مهرجان الجونة السينمائي عن معرض لأعمال مصمم المناظر الشهير أنسي أبو سيف، الذي يتلقى جائزة الإنجاز الإبداعي لمهرجان الجونة هذا العام، والذي شاركت تصميماته للديكور والأزياء في صناعة عدد من أهم أفلام السينما المصرية.
أثناء الإعداد لهذا المعرض تم اكتشاف كنز من اسكاتشات وتخطيطات المناظر الخاصة بأفلام مثل “المومياء” لشادي عبد السلام و”إسكندرية كمان وكمان” ليوسف شاهين و”الكيت كات” لداود عبد السيد و”سرقات صيفية” ليسرى نصر الله و”عرق البلح” لرضوان الكاشف، إضافة إلى “أحلام هند وكاميليا” لمحمد خان و”يوم مر.. يوم حلو” لخيرى بشارة.
يتضمن المعرض بعضًا من هذه التصميمات والاسكتشات، ومقاطع فيديو لمقاطع من أفلامه، وبوسترات الأفلام والجوائز التي حصل عليها على مدى مسيرته. إضافة إلى ذلك، يتضمن المعرض نماذج مصغرة من بعض القطع الفنية التي نفذها في أفلامه. صمم المعرض الفنان كريم مختجيان.
ب/ص