خلال إشرافه على حفل افتتاح المسابقة الدولية للقرآن الكريم

بلمهدي: المسابقة رمز لعراقة الجزائر المنتصرة ورسالتها الحضارية في ترسيخ الهوية الوطنية والدينية

بلمهدي: المسابقة رمز لعراقة الجزائر المنتصرة ورسالتها الحضارية في ترسيخ الهوية الوطنية والدينية

في أجواء مشحونة بالروحانية ومفعمة بالفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية انطلقت فعاليات الطبعة العشرين من المسابقة الدولية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن الكريم وتجويده.

هذا الحدث الديني البارز الذي يقام تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يأتي ليجسد عراقة الجزائر في الاهتمام بالقرآن الكريم، وتعزيز رسالتها الحضارية والدينية كمنارة للوسطية والاعتدال. حفل الافتتاح الذي احتضنه النادي الوطني للجيش ببني مسوس، كان بمثابة لقاء استثنائي حضره وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد يوسف بلمهدي، إلى جانب عدد من أعضاء الحكومة وممثلين عن هيئات وطنية، إضافة إلى نخبة من العلماء والمقرئين من دول شقيقة وصديقة. ولم يكتف الوزير بلمهدي في كلمته الافتتاحية بالإشادة بتنظيم هذه المسابقة بل حرص على تسليط الضوء على أهميتها الدينية والوطنية مؤكدا أن اختيار شهر رجب لإقامة هذا الحدث يتزامن مع تعظيم ذكرى الإسراء والمعراج إحدى المناسبات الإسلامية الكبرى التي تبين الارتباط التاريخي للجزائر بفلسطين وبمدينة القدس الشريف. وفي إشارة واضحة إلى البعد الوطني لهذه التظاهرة أوضح الوزير أن تنظيم هذه المسابقة يأتي ضمن احتفالات الجزائر بالذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، مما يمنحها رمزية مزدوجة تجمع بين الدين والوطنية. وأكد أن هذه الفعالية تعكس أحد أوجه الجزائر المنتصرة تلك الجزائر التي تمضي بخطى ثابتة نحو بناء دولة القانون والمؤسسات والحريات وفاء لتضحيات الشهداء واستكمالا لمسيرتهم التحررية. وأشار الوزير بلمهدي، إلى أن هذه المسابقة ليست مجرد حدث ديني فحسب بل هي منصة دولية تعكس حرص الجزائر على نشر تعاليم الإسلام السمحة وتعزيز التعليم القرآني في إطار المرجعية الدينية الوطنية. وأثنى على رعاية رئيس الجمهورية لمثل هذه التظاهرات، معتبرا أن ذلك يعكس التزام الدولة الجزائرية بتثبيت مكونات الهوية الوطنية وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية. المسابقة التي تمتد فعالياتها حتى السادس والعشرين من جانفي الجاري، شهدت مشاركة واسعة في مراحلها التصفوية، حيث تنافس مرشحون من 46 دولة من العالم العربي والإسلامي، ليصل 20 متسابقا ومتسابقة إلى المرحلة النهائية. وتشمل هذه المسابقة اختبارات دقيقة في الحفظ والتجويد تحت إشراف لجان تحكيم تضم نخبة من العلماء والمقرئين المجازين من مختلف الدول. وعلى مدار الطبعات السابقة حظيت المسابقة بإقبال واسع من حفظة القرآن الكريم حيث شارك فيها حوالي 900 متسابق ومتسابقة يمثلون أكثر من 30 دولة شقيقة وصديقة. كما أصبحت منصة للتفاعل الثقافي والديني بين الشعوب الإسلامية وفرصة لتبادل الخبرات بين العلماء والمقرئين مما عزز مكانة الجزائر كمنبر عالمي في مجال التعليم القرآني. وفي سياق متصل استعرض الوزير بلمهدي، إنجازات الجزائر في المسابقات القرآنية الدولية حيث حقق المشاركون الجزائريون خلال العام الماضي نتائج متميزة بحصدهم المراتب الأولى في ثلاث مسابقات والمراتب الثانية والثالثة في ثلاث مسابقات أخرى ما يعكس المستوى العالي لحفظة القرآن في الجزائر وجهود المؤسسات المعنية في دعمهم. هذا الحدث الدولي الذي يتوج بتكريم الفائزين الأوائل في ليلة الإسراء والمعراج، يجسد روح التآخي والتواصل بين الشعوب الإسلامية، ويؤكد على رسالة القرآن الكريم كمنارة للهداية والسلام. ويبقى نجاح هذه المسابقة شاهدا على عراقة الجزائر ودورها الريادي في خدمة كتاب الله وتكريس تعاليمه معبرة بذلك عن روح الانتصار والأمل التي تنبض بها هذه الأرض المباركة.

تغطية – محمد بوسلامة