في موقف وطني، انسحب وفد النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية “سناباب” من قاعة المؤتمرات مباشرة بعد صعود وزير العمل في حكومة الكيان الصهيوني إلى المنصة لإلقاء كلمته، وذلك خلال إحدى الفعاليات الدولية التي كانت تشهد حضورًا نقابيًا من مختلف دول العالم.
وقد جاء هذا الانسحاب انسجامًا مع مواقف النقابة الراسخة والمعلنة في دعم القضية الفلسطينية، ورفضها المطلق لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي لا يزال يمارس أبشع الجرائم والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، من قتل وتهجير واستيطان وحصار. وأكد وفد “سناباب”، أنه يمثل صوت النقابة الجزائرية الحرة والمستقلة، عبّر بهذا الموقف عن إرادة مناضليه ومبادئ الشعب الجزائري الراسخة، التي جعلت من دعم فلسطين قضية مركزية، نابعة من عمق الارتباط التاريخي والنضالي بين الشعبين الجزائري والفلسطيني. كما أن هذا التصرف يعكس التزام النقابة الأخلاقي والسياسي بالنضال ضد الاستعمار والظلم، أينما كان، وخصوصًا حين يتعلق الأمر بكيان غاصب يحتل أرضًا ويهدم بيوتًا ويقمع شعبًا بأكمله أمام مرأى العالم. وخروج الوفد لم يكن موقفًا منفردًا، بل شكّل جزءًا من موجة انسحابات واسعة شملت العديد من الوفود الشريفة، وعلى رأسهم الوفد الجزائري، مما شكّل صفعة رمزية للمحاولات المتكررة لإضفاء شرعية زائفة على ممثلي الاحتلال داخل المنصات الدولية. وقد حظي هذا الموقف بتقدير واسع من النقابيين والناشطين والحقوقيين، الذين اعتبروه تعبيرًا حيًا عن التضامن الحقيقي مع الشعب الفلسطيني، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء أو التصريحات الدبلوماسية الباردة. وختامًا، تؤكد “سناباب” أن نضالها النقابي لا ينفصل عن مواقفها الإنسانية والسياسية، وأنها ستبقى دائمًا صوتًا حرًا يدافع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى أن يتحقق حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريفة.
سامي سعد
