انتظار الفرج عبادة

انتظار الفرج عبادة

قال الله سبحانه وتعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ” البقرة: 153، عند اشتداد المصائب، وتأزُّم الكربات، فالاستعانة بالصبر والصلاة، بالصبر؛ أن يصبر الإنسان على ما ابتُلِي به، وما أصيب به وما لحقه، قال سبحانه ” وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ” البقرة: 155- 158. هذه بشارة للصابرين، ونحن في هذا الوباء الذي عمَّ، ولم تسلم منه بقعة على وجه الأرض؛ إلا ما شاء الله سبحانه وتعالى، ما لنا إلا الصبر والصلاة، والتوكل على الله سبحانه وتعالى، فلماذا الصبر؟. لأن الصبر من أفضل الإيمان، كما قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “أَفْضَلُ الْإِيمَانِ: الصَّبْرُ، وَالسَّمَاحَةُ”. أفضل الإيمان الصبر والسماحة، أن تصبر على ما أصابك، واعلموا أن الصبر مع أنه أفضل الإيمان؛ هو نصف الإيمان: كما قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: ” الصَّبْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ، وَالْيَقِينُ؛ الْإِيمَانُ كُلُّهُ”. صححه الألباني، “وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ”، يضيء للإنسان المؤمن العابد الصابر، يضيء له طريقه في الدنيا، وطريقه في الآخرة  والصبر على قدْرِ البلاء، لا يمكن أن يبتليَ اللهُ عزَّ وجلَّ عبدًا ببلاء لا يستطيع أن يصبر عليه، مستحيل أن يكلّف عبدا من البلاء ما لا يطيق، هذا ما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللهَ عز وجل يُنَزِّلُ الْمَعُونَةَ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ، وَيُنَزِّلُ الصَّبْرَ عَلَى قَدْرِ الْبَلَاءِ”. مسند البزار. فانتظار الفرج من الله عزَّ وجل وحده ليس من الناس، هذا الانتظار عبادة، ومن رضي بالقليل من الرزق رضي الله عز وجل منه بالقليل من العمل. واليسر ملازم للعسر، اليسر ليس بعد العسر، اليسر مع العسر، بل كلُّ عُسر معه يُسران، لذلك قال بعض السلف: “لو أنَّ العسر دخل في جُحرٍ؛ لجاءَ اليُسرُ حتى يدخلَ معه”، فأبشروا ! أنتم في عسر بل أنتم في يسر، اليسر أقرب إلينا من حبل الوريد، ألم تسمعوا إلى قول الله، عز وجل ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ” الشرح: 6. فاللهم ارفع عنا الوباء، والمحن، ما ظهر منها وما بطن، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

من موقع وزارة الشؤون الدينية