في انتصار دبلوماسي جديد يضاف إلى سجل النجاحات للدولة الصحراوية، شاركت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بوفد رسمي رفيع المستوى في القمة التاسعة لطوكيو الدولية للتنمية الإفريقية (تيكاد 9) التي تنعقد في يوكوهاما من 20 إلى 22 أوت 2025، وذلك رغم المحاولات المحمومة للنظام المغربي لعرقلة هذه المشاركة التاريخية لدولة تقود شعب يريد ممارسة حقه في الاستقلال وتقرير المصير كما تقرره الشرعية الدولية.
وقبل هذه المشاركة، ظل النظام المغربي وأبواقه الإعلامية يراهنون، كما في كل مرة، على أن اليابان لا تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، آملين في منع الصحراويين من المشاركة في قمة “تيكاد 2025” لكن هذا الرهان الخاسر انكسر مجدداً على صخرة الحقيقة والقانون الدولي، حيث صُدم المخزن وأنصاره بالحضور الفعال والقوي للوفد الصحراوي في القمة. إن ما يفشل المخزن في فهمه أو يتجاهله عمدا، هو أن قمة تيكاد لا ترتكز على العلاقات الثنائية بين اليابان والدول الإفريقية منفردة، بل على علاقة اليابان الشاملة مع الاتحاد الإفريقي كمنظمة قارية موحدة. والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ليست فقط عضواً كامل العضوية في الاتحاد الإفريقي، بل هي إحدى الدول المؤسسة لهذه المنظمة القارية. ويترأس الوفد الصحراوي في قمة “تيكاد 2025” كل من الوزير الأول بوشرايا حمودي بايون ووزير الخارجية محمد سيداتي، في تمثيل يعكس الأهمية الاستراتيجية القصوى التي توليها القيادة الصحراوية لهذا المحفل الدولي المهم. بوشرايا حمودي بايون، الذي يتولى منصب الوزير الأول للمرة الرابعة، يجسد الاستمرارية والخبرة في القيادة الصحراوية، بينما يمثل وزير الخارجية محمد سيداتي الوجه الدبلوماسي المتمرس للدولة الصحراوية في المحافل الدولية. هذا الحضور الرفيع المستوى، يرسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي حول جدية والتزام الجمهورية العربية الصحراوية بالعمل ضمن الأطر الإفريقية والدولية للتنمية والتعاون. وتسجل الصحراء الغربية هذا النجاح في وقت بذل فيه النظام المغربي منذ نحو عام كامل، جهودا مستميتة ومتنوعة لإعاقة مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية في قمة “تيكاد 2025”. وشملت هذه المحاولات اليائسة الضغط المباشر وغير المباشر على السلطات اليابانية، وتسخير الشبكات الدعائية والإعلامية لنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة، واستخدام شبكات النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي للتأثير على قرار دعوة الوفد الصحراوي. لكن كل هذه المحاولات المحمومة باءت بالفشل الذريع، وانكشفت عورات النظام المغربي أمام المجتمع الدولي، الذي أدرك طبيعة الأساليب غير الأخلاقية التي يستخدمها المخزن في محاولاته العقيمة لطمس الحقائق وتزييف الوقائع. تأتي هذه المشاركة الصحراوية الناجحة في قمة “تيكاد 2025” لتؤكد مرة أخرى العزلة المتزايدة للموقف المغربي على الساحتين الإفريقية والدولية. فقد أعاد البيان الختامي للاجتماع الوزاري التحضيري في عام 2024، تأكيد حق جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي في المشاركة في اجتماعات تيكاد، تاركا المغرب في عزلة تامة باعتباره الطرف الوحيد المعارض لهذا التوجه الإفريقي الموحد.
محمد. د