قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية واحتدام المنافسة في سباق الوصول إلى البيت الأبيض، حافظت المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، على تصدرها استطلاعات الرأي، وتفوقها على منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، بتراجع طفيف عن مستواها السابق جعل حظوظها متقاربة مع خصمها، وذلك بعد مخاوف تدني شعبيتها إثر فضائح “ويكيليكس” الأخيرة.وتختار الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء المقبل، رئيسها الـ45 خلفاً للرئيس الحالي باراك أوباما.
وكان متوقعاً أن يكون يوماً مريحاً لكلينتون، بعد تميّزها في المناظرات الرئاسية الثلاث، إلاّ أنّ فضائح شهر أكتوبر الماضي، أفسحت المجال لعودة ترامب، وتحقيق أرقام متقاربة في مختلف استطلاعات الرأي. يذكر انه تنافس كل من المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأميركية، المرتقبة في أول ثلاثاء من شهر نوفمبر، والذي يصادف هذه المرة في الثامن من الشهر.كلينتون، في حال فازت، لن تكون وافداً جديداً إلى البيت الأبيض؛ فالسيدة الأولى السابقة، سبق أن خبرت ما يدور في أروقة السياسة الأميركية لثمانية أعوام، هي مدة ولايتي زوجها بيل كلينتون. حنكة سياسية صقلت أيضاً من خلال تجربتها في وزارة الخارجية، التي تولتها أربعة أعوام في عهد باراك أوباما، الذي نافسته بشدّة في انتخابات الرئاسة عام 2008.وفي حال فاز ترامب، سيكون مشهد السياسة الأميركية “جنونياً”، إن اعتُمد على ما يرشح في خطابه الحادّ والعنصري، المعادي للعرب والمسلمين والأقليات والمهاجرين. وتجري الانتخابات وفق نظام الانتخاب غير المباشر، بحيث يختار المواطنون مندوبين عن كل ولاية، يختارون بدورهم الرئيس. يرتقب أن يبدأ فرز الأصوات في خمسين ولاية أميركية، فور إغلاق صناديق الاقتراع مساء الثلاثاء، على أن تعرف هوية الرئيس الجديد فجر الأربعاء في التاسع من نوفمبر أما ولايته، فتبدأ في العشرين من يناير في 2017؛ فترة انتقالية تعرف عادة بالبطة العرجاء. يشار الى انه انقلبت المعادلة من شبه الثابت إلى المتحرك، وبات كل من كلينتون وترامب قاب قوسين من الفوز أو الهزيمة. الفارق بين الاثنين، الذي كان بحدود تسع نقاط لصالح الأولى قبل أسبوع، تقلّص اليوم إلى ثلاث نقاط فقط، بفعل قنبلة مدير الـ”أف بي آي”، جيمس كوبي، التي كان لها وقع الفضيحة، مع أنه لا ممسَك على كلينتون حتى الآن في قضية المراسلات الإلكترونية.ونتيجةً لها، هبط رصيدها، وقطف ترامب المردود. الأمر الذي أثار حالة من الهلع في صفوف الديمقراطيين، الذين قاموا بعملية استنفار لوقف انزلاق كلينتون قبل فوات الأوان. قاد الحملة الرئيس أوباما، الذي بدأ جولات انتخابية لا تتوقف حتى يوم الإثنين، وقبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع.السيناريو الأول المخيف، أن يستمر وضع كلينتون بالانهيار بحيث يتمكن ترامب من خطف الانتخابات التي بدت، ولغاية الأسبوع الماضي، شبه محسومة لمصلحتها. الاحتمال ليس مرجّحاً؛ لكنه صار غير مستبعد. مفاجأة كومي قد تطيح بحظوظ كلينتون، وقد تفجر مشكلة في نهاية المطاف. حتى الآن ما زالت هي متقدمة، لكنه تقدم محفوف بالخطر. المفاجأة حولت المتبقي من الحملة إلى جدل حول قضية المراسلات، وبالتالي حول الصدقية التي تشكل نقطة ضعف كلينتون الأساسية؛ مع أن صدقية ترامب معدومة. لكنه لم يكن في موقع المسؤولية مثلها، لذلك هي في قلب دائرة الضوء أكثر منه.السيناريو الثاني، الذي حمل جهات كثيرة على التخوف، هو أن يتسبب التقارب في نتائج التصويت برفض تسليم ترامب بها إذا لم تكن لصالحه، كما سبق وهدد وعمل على تعبئة جماعته للرد بهذه الصورة، بزعم أنها ستكون مزوّرة. والخشية هنا أن يلجأ هؤلاء في بعض الولايات، كما توعّدوا، إلى العنف وإعلان العصيان. خاصة أن بينهم مجموعات من العنصريين البيض في الجنوب، المعروفين بعنفهم، مثل مجموعة “دافيد ديوك”، ومنظمة “الكلو كلاكس كلان”، التي أعلنت أمس تأييدها لترامب. ذلك السيناريو سيكون خطراً بلا شكّ، لكن ما لا يقل خطورة هو سيناريو “المأزق”، الذي قد تجد أميركا نفسها فيه لو حصل تغيير في تصويت المجمع الانتخابي الذي يمثل الولايات. فهذا الأخير يجتمع حسب الدستور في 19 ديسمبر للإدلاء بأصوات أعضائه للمرشح الفائز، وبما يشبه دمغ الانتخابات بالخاتم الرسمي.