أكدت مديرة المكتب الجهوي لليونيسكو المكلفة بالمغرب العربي غولدا الخوري، الخميس، بالجزائر، على الدور العالمي الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في مجال التراث، خاصة وأنها تحتوي على إرث ومعالم ثقافية قديمة
ومهمة.
وقالت المسؤولة الأممية في تصريح لها عقب استقبالها من طرف وزير الثقافية عز الدين ميهوبي في إطار الاحتفال باليوم الدولي للعيش معا بسلام “إن اللقاء كان مناسبة للطرفين للقيام بجولة عمل حول مشاريع الوزارة، وأيضا مجالات التعاون بين اليونيسكو والجزائر ودور المرأة في تعزيز الثقافة والتراث”.
وتحدثت المسؤولة الأممية عن طبق الكسكسي الذي يمكن أن يكون، كما قالت، “عاملا لتوحيد عدة دول ليس في منطقة المغرب العربي فحسب، بل أيضا في دول أوروبية للمشاركة في تقديم هذا الطبق كتراث عالمي غير مادي”، وأضافت أنه يمكن لهذه التجربة أن تصبح عاملا لتعاون أكبر بين الدول والبشر.
واعتبر وزير الثقافة من جهته هذا اللقاء مهما ومثمرا، حيث سمح بتناول جوانب عديدة يمكن أن تشكل مستقبلا مجالا للتعاون بين الجزائر واليونيسكو ودول مكتب المغرب العربي، باعتبار أن هذه المنطقة إسهامها كبير في الحضارة الإنسانية.
وأضاف في هذا السياق “إننا قادرون على تحقيق جملة من المشاريع التي تخص التراث والأدب والمرأة وبعض العناصر الأخرى المشتركة المجتمعية بين بلدان المغرب العربي”، مشيرا إلى وجود ملفات مشتركة تودع لدى اليونيسكو لتصنيفها مثل طبق الكسكسي الذي كان موضوع اجتماع منذ أيام بمبادرة من الجزائر شاركت فيه بلدان المغرب العربي والخبراء، وقال إن هذا الطبق سيستقطب دون شك اهتمام بعض البلدان المتوسطية لأنه أصبح طبقا له حضور كبير.
وأشار الوزير إلى وجود ملفات أخرى تحضر بالشراكة مع بعض البلدان التي نشترك معها في الكثير من الجوانب التراثية، خاصة وأن العمل الجماعي أثبت نجاعته، مذكرا بالملف المشترك حول الإمزاد الذي قدمته الجزائر وتم تصنفه مع دول الساحل وهي النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
وذكّر كذلك بوجود عامل آخر على صعيد اليونيسكو يجمع لأول مرة بين بلدين من شمال وجنوب المتوسط هما الجزائر وإسبانيا، لتصنيف الحصون كحصن وهران وحصون إسبانية أخرى، مؤكدا أن مثل هذا التعاون يدخل ضمن مسعى “العيش المشترك والعيش معا” بين الشعوب في منطقة واحدة.
وقال إن هناك جملة من المشاريع التي سيتم تداولها مع مكتب اليونيسكو للبلدان المغاربية، مشيرا إلى أن الجزائر ستكون حاضرة في 22 ماي الجاري في تظاهرة احتفاء اليونيسكو بشهر التراث المادي الإفريقي، باعتبارها بلدا فاعلا في مجال التراث المادي وغير المادي. كما ستحتضن الجزائر المكتب من الدرجة الثانية للتراث غير المادي الإفريقي خلال هذه السنة، معتبرا أن كل هذا لاهتمام الذي توليه الجزائر للتراث يجعل إمكانية تعاونها مع مكتب المغرب العربي لليونيسكو سهلا ويسيرا.