رصاصتان في بندقية واحدة… الجزائر وفلسطين قلب واحد لجسدين
أحيا أحرار العالم، الجمعة، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو اليوم الذي دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، التي أقرت 29 نوفمبر من كل عام يوما دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
كما طلبت الجمعية العامة من لجنة وشعبة حقوق الفلسطينيين في إطار الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 نوفمبر، تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، وتشجع الدول الأعضاء على مواصلة تقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية للاحتفال بيوم التضامن.
وفي مجال التضامن العالمي مع فلسطين، لا بد من الإشارة إلى حقيقة تجاوز إسرائيل عند قيام دولتها بالحدود المخصصة لدولتها في قرارات التقسيم، والأهم قيامها في جوان 1967 باحتلال الجزء المخصص للدولة الفلسطينية وضم القدس الشرقية والتي تم توسيعها من طرف واحد والبناء غير القانوني للمستوطنات في كافة المناطق المحتلة في إجراء مخالف للقانون الدولي. وقد اعتبر الخبراء في القانون الدولي أن عملية الاستيطان المستمرة والمخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بكيفية التعامل مع احتلال طويل الأمد.
التضامن.. كما يجب أن يكون
كما يجب ألا تكون عملية التضامن مع الشعب الفلسطيني مناسبة للخطابات الرنانة وقراءة القصائد المؤثرة أو عرض أفلام ونشاطات فولكلورية، فالتضامن الحقيقي هو العمل على خلق خارطة طريق ناجعة تصل إلى تحقيق حل نهائي يوفر للشعب الفلسطيني فرصة للعيش الكريم في أرضه وبسيادته والاستفادة مما هو تحت الأرض وفي أجوائها ومياهها.
وقد جرت الكثير من المفاوضات العربية الإسرائيلية في مدريد وجنيف وأوسلو وواشنطن وكامب ديفيد وغيرها، لكنها أظهرت حقيقة واحدة هي أن إسرائيل لا تريد سلاما حقيقيا، وأن كل ما تريده وتخطط له هو المفاوضات من أجل المفاوضات، وكسب الوقت لتهويد المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وزرعها بالمستوطنات، وفرض أمر واقع فيها يقطع الطريق على ما يعرف بحل الدولتين، ويجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاقات مرحلية بين إسرائيل وسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة والقطاع، إلا أن سلطات الاحتلال ضربت بهذه الاتفاقات عرض الحائط، وشنت العديد من الهجمات الوحشية على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع، والتي أسفرت عن آلاف الشهداء ودمار هائل في المباني والمساكن والبنية التحتية.
الجزائر وفلسطين قلب واحد لجسدين
من بين عشرات الدول الشقيقة والصديقة، وجد الفلسطينيون في الجزائر الدولة الأقرب إلى قلوبهم، وبات علمها الوحيد الذي يرفع إلى جانب العلم الفلسطيني في الفعاليات والمسيرات الجماهيرية والمواجهات مع الإحتلال.
وتجاوز حب الفلسطينيين الجزائر رفع أعلامها في الضفة الغربية وقطاع غزة والمسجد الأقصى، إلى شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، حيث تم إنشاء صفحات تعبر عن حب الفلسطينيين بلدا عانى من الاحتلال الفرنسي، ويرونه الأقدر على ملامسة معاناتهم.
ويرى نشطاء في رفع العلم الجزائري محاولة لرد جزء من الجميل لبلد وقفت قيادته السياسية وشعبه إلى جانب الفلسطينيين في أشد المحن، مشيرين إلى أن أغلب المُتصلين في البرامج المفتوحة على الفضائيات الفلسطينية خلال العدوان على غزة من الجزائر.
علاقة قديمة
وتربط المستويين السياسيين في فلسطين والجزائر علاقات مميزة منذ اعتراف الأخيرة بمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1965، وافتتاح أول مكتب لها في الجزائر، ثم تحول المكتب إلى سفارة مع حصول فلسطين على صفة مراقب بالأمم المتحدة عام 1974.
وعلى تراب الجزائر اجتمع المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الـ19 يوم 15 نوفمبر 1988، وتلا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ما عرف بوثيقة الاستقلال.
وخلال عمل استفتاء إلكتروني عشوائي حول سبب الحب الفلسطيني الجزائري، يقول مؤمن من قطاع غزة “الجزائر البلد الوحيد الذي يقف دائما مع الشعب الفلسطيني، بلد المليون شهيد عانى تحت الظلم والاحتلال الفرنسي لمدة طويلة، ويعي جيدا كيف تكون أوضاع البلدان المحتلة، الجزائر بلد عظيم بشعبه وحكومته”، ويؤيده أحمد بقوله “الشعب الجزائري شعب حر، ودائما يدعمنا ضد الاحتلال بكل فرصة تسنح له فيبرز مظاهر الدعم”.
أما كريمة وهي جزائرية الأصل تقول “إن حب الجزائر للفلسطينيين هو حب بالفطرة، ولأننا أكثر دولة عانت ويلات الاستعمار، نحن أكثر شعب يكره الكيان الصهيوني”، وتضيف “اسألوا خبراء الكيان الاستراتيجي ماذا يقولون عن الجزائر، لطالما رفع الجزائريون علم فلسطين في أفراحهم وفي المحافل الدولية”، ويؤيدها وليد وهو جزائري أيضا بقوله “يرفع الشباب الفلسطيني العلم الجزائري لأنهم يعرفون أنهم سينتصرون مهما طال الزمن كما انتصرت الجزائر ولو بعد 132 سنة، يرفعون العلم الذي ضحى من أجله مليون ونصف مليون شهيد ليقولوا للعالم أجمع أنهم مستعدون لأن يدفعوا ضريبة الحرية أضعاف ذلك، ويرفعون العلم الجزائري لأنهم يعرفون أن “الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” ليس مجرد شعار أطلقه الراحل هواري بومدين فقط، بل سياسة شعب ودولة مجسدة على أرض الواقع ولأنهم يعرفون أن الفلسطيني في الجزائر هو صاحب الدار واحنا ضيوف عنده”.
وتقول سماح حمزة، وهي فلسطينية الأصل تعيش في بيروت “أسأل نفسي هذا السؤال كثيرا، فأجد أن الموضوع عاطفي بحث، أي أن المعاناة واحدة، والإحساس واحد، وهو الشعب الوحيد الذي يذكرنا بكافة مناسباته، ومظاهر التعاطف واضحة بشكل كبير مقارنة بالدول العربية الأخرى” .
لمياء بن دعاس