أول من سن الحجر في التاريخ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فعن عبد الله بن عامر: “أن عمر خرج إلى الشام، فلما كان بسرغ بلغه أن الوباء قد وقع بالشام، فشاور الصحابة في ذلك، فكان ممن دعا مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة لعمر رضي الله عنهما: أفرارًا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة – وكان عمر يكره خلافه – نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، ثم أخبره عبد الرحمن بن عوف: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه، فحمد الله عمر ثم انصرف”.
– ومنها تفريق الناس وتباعد بعضهم عن بعض كما تدعو إليه وزارات الصحة، وقد سبقنا الصحابة إلى ذلك؛ “ففي عام طاعون عمواس لما استخلف على الناس عمرو بن العاص رضي الله عنه قام خطيبًا في الناس فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتجبلوا منه في الجبال، قال الراوي: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب من رأي عمرو، فوالله ما كرهه”. وعن الزهري أن عمر بن الخطاب قال لمعيقيب رضي الله عنه: “_اجلس _مني _قيد رمح، قال: وكان به ذاك الداء، وكان بدريًّا” ؛ أي: الجذام.
– ومنها حظر التجول: فقد تضطر الدولة لحظر التجول للحد من تفشي الأوبئة والأمراض، فالواجب الامتثال لذلك والتقيد به: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ” النساء: 59.
– ومنها ترك مخالطة ذوي الأمراض الخطيرة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد”. رواه البخاري.
– ومنها ترك المصافحة: عن الشريد رضي الله عنه قال: “كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: إنا قد بايعناك؛ فارجع” رواه مسلم.
– غسل اليدين قبل الأكل: وهو ما يحث عليه الأطباء، بينما هو سنة نبوية؛ فعن أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب، توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل ويشرب يغسل يديه، ثم يأكل ويشرب” رواه احمد.
– التزام أدب العطاس: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده، أو ثوبه على جبهته، وخفض أو غض من صوته” رواه احمد.
– الاهتمام بالنظافة: ويظهر ذلك جليًّا في إسباغ الوضوء بغسل كل عضو ثلاثًا؛ قال لقيط بن صبرة رضي الله عنه: “قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء؟ قال: أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائمًا” رواه الترمذي.
– ومنها الاستعاذة بالله من سيئ الأسقام: عن أنس رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيئ الأسقام” رواه أحمد.