- من طشقند.. صوت الجزائر يعلو من أجل فلسطين والعدالة الدولية
تواصلت بالعاصمة الأوزبكية، طشقند، أشغال الجمعية الـ150 للاتحاد البرلماني الدولي، التي تحتضنها جمهورية أوزبكستان في الفترة من 3 إلى 9 أفريل الجاري، بمشاركة وفد جزائري هام يمثل غرفتي البرلمان، بتكليف من صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة.
وقد شارك الوفد الجزائري، الذي ضم السادة عبد الرحمن قنشوبة، رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي، وأحمد خرشي، نائب رئيس اللجنة التنفيذية بالاتحاد البرلماني الدولي، وكمال خليفاتي، عضو مجلس الأمة، في عدد من الفعاليات الهامة التي عكست مواقف الجزائر الثابتة تجاه القضايا الدولية الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وفي اجتماع اللجنة الدائمة للسلم والأمن الدوليين، تم عرض مشروع قرار بعنوان: “دور البرلمانات في المضي قدما بحل الدولتين في دولة فلسطين”، حيث قدم عبد الرحمن قنشوبة مداخلة قوية باسم البرلمان الجزائري، شدّد فيها على خطورة العدوان الإسرائيلي المستمر، معبرا عن إدانته لاستخدام التجويع كوسيلة إبادة جماعية، ومؤكدا على أن هذه الأفعال تمثل انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني. وانتقد قنشوبة بشدة المواقف الدولية المتناقضة التي “تساوي بين الجلاد والضحية” وتتجاهل جوهر العدالة، داعيا البرلمانيين إلى الضغط من أجل الامتثال لحقوق الإنسان وتفعيل آليات القانون الدولي. ومن جهته، قام النائب محمد أنور بوشويط، مقرر مشروع القرار، بمرافعة حازمة دافع فيها عن حل الدولتين وفضح محاولات بعض البرلمانات تمرير نصوص تسوق للرواية الصهيونية، مشددا على أن الحل السياسي الوحيد والعادل هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف. وفي سياق متصل، شارك أحمد خرشي في المؤتمر الرابع للشبكة البرلمانية لحركة دول عدم الانحياز، المنعقد تحت شعار: “إحياء روح باندونغ ودور البرلمانيين في تكريس مبادئه”. وقد ألقى خرشي، كلمة باسم رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، أكد فيها على تمسك الجزائر بمبادئ عدم الانحياز وضرورة تحديثها لمواكبة التغيرات العالمية، داعيا برلمانات العالم إلى تعزيز الدبلوماسية البرلمانية كوسيلة لإعادة التوازن إلى العلاقات الدولية ومنع الانزلاق نحو التوتر والفوضى. أما كمال خليفاتي، فشارك في منتدى الشباب البرلمانيين، حيث سلط الضوء على التجربة الجزائرية الرائدة في إشراك الشباب في الحياة السياسية، مبرزا أن أغلبية أعضاء المجلس الشعبي الوطني من فئة الشباب، مما أضفى ديناميكية جديدة على العمل البرلماني. ودعا خليفاتي برلمانيي الشباب في العالم إلى مناصرة القضية الفلسطينية، والتصدي لمحاولات التعتيم على جرائم الإبادة المرتكبة في غزة، معتبرا أن هذه القيم الإنسانية يجب أن تكون في صلب العمل البرلماني للشباب عبر العالم. وفي الشق الإداري، شارك حسن جواهرة، المدير العام للمصالح الإدارية والمالية وشؤون أعضاء مجلس الأمة، في اجتماعات جمعية الأمناء العامين للبرلمانات الوطنية، التي تناولت مواضيع حيوية مثل تدريب الموظفين، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتطوير الابتكار البرلماني. وقد شكلت هذه اللقاءات فرصة لتبادل أفضل الممارسات بين البرلمانات الوطنية، والبحث عن سبل تحسين الأداء الإداري والتشريعي. ومن خلال مشاركاته المتعددة، أكد الوفد الجزائري مرة أخرى على التزام الجزائر بقيم العدالة، السيادة، وحقوق الشعوب، ودورها المحوري في الدفاع عن القضايا العادلة وتعزيز الحوار البرلماني العالمي.
إيمان عبروس