يريد الإسلام أن تكون الأسر قلاع خير ومحبة ووئام، وحصون بر وحنان وسلام، وعلى الزوج والزوجة أن يكونا مثالا لحسن التعاون، وأن البيت الذي يقوم على النزاع والخصومات، وتكثر فيه المشكلات لهو بيت اليه أعاصير الدمار. أيها الأزواج والزوجات اسمعوا وعوا كلام رب البريات حيث قال في كتابه: ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” الروم: 21. نعم لتسكنوا إليها، وكذلك هن لباس لكم وأنتم لباس لهن، فكما أن اللباس ملاصق للإنسان والزوج والزوجة كلاهما لباس للآخر.
لا يمكن أن يكون هناك كمال من الإنسان، لأن الإنسان من شأنه القصور، فليصفح كل من الزوجين عن الزلات والهفوات، وليكن التسامح والعفو عن الهفوات، فمن حوسب على الجل عجز عن الكل. وتغافل عن أمور إنه ليس يسعد بالخيرات إلا من غفل، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا”، وفي الحديث عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال: ” قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، أَوْ اكْتَسَبْتَ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ” رواه أبو داود، من أجل ذلك قال تعالى ” وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ” النساء: 19.
أيها الأزواج وأيتها الزوجة كل واحد له حقوق وعليه واجبات، فليعرف كل واحد منكم حقوقه وواجباته، جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: ” إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وخياركم خياركم لنسائكم ” رواه أحمد، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ” أخرجه الترمذي. فعلينا أن نقتدي ببيت النبوة، وبالصحابة الكرام فهم القدوة الحسنة، والمثال الطيب في بناء عش الزوجية، فالأمثلة عديدة تبين لنا العلاقة الزوجية المتينة السعيدة في السراء والضراء.