الوسوسة … أسبابها وعلاجها

الوسوسة … أسبابها وعلاجها

يعاني الناس رجالا ونساء من الوسوسة ويعيشون حالات مأساوية في وساوس متنوعة فمنهم من ابتلي بوسواس إيمانية ومنهم من ابتلي بوساوس في الطهارة ومنهم من ابتلي بوساوس في الصلاة. فمن وساوس الشيطان في الإيمان أن يشككه في صحة إيمانه أوفي تخيلات وتصورات في أمور الغيب الإلهية أو طرح سؤالات لا يعلم جوابها إلا الله. ومن الوساوس في الطهارة وما أكثرها: الوسوسة في عدم التنزه من البول وتخيل خروج قطرات بعد نهاية الاستنجاء وتخيله نجاسة بدنه وقد يمضي زمنا طويلا داخل الحمام ويكاد يغسل جميع بدنه ويغير كامل ملابسه ويخرج وقت الصلاة وهو لم يخرج من دورة المياه. ومن الوساوس في الصلاة: كأن يكرر تكبيرة الإحرام ظنا منه أنه لم ينو ويقطع صلاته مرات ومرات معتقدا أن وضوءه قد انقطع. فما علاج الوسواس؟ كيف يواجه المسلم تلكم الحيل والوساوس الشيطانية؟ إن وقع الوسواس شديد على النفس وهو من كيد الشيطان الذي لما عجز عن إغواء المسلم عن طريق المعاصي أتاه عن طريق الوسوسة في الطاعات.

أول علاج لابد من اليقين أن كيد الشيطان ضعيف فلا ييأس المسلم ولا يحزن بل يوقن أن لكل داء دواء وأن من توكل على الله كفاه ومن استهداه هداه ومن استعاذ به أعاذه. وقد اشتكى بعض الصحابة رضوان الله عليهم من الوساوس التي تنغص عليهم فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجد تموه؟ قالوا: نعم قال: “ذاك صريح الإيمان” رواه مسلم. وقيل معنى قوله: “ذاك صريح الإيمان” أي أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس في إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء ويتلاعب به كيف أراد. وعلاج الوسوسة في جانب الإيمان الاستعاذة بالله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولنيته” رواه البخاري ومسلم. والسنة لمن وجد مثل هذه الوساوس أن يقول: آمنت بالله ورسوله، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك، فيقول: الله، فيقول: فمن خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقرأ آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنه” أحمد وحسنه الألباني. أما علاج الوسوسة في الطهارة فتكون بالاستعاذة با لله وقطع التفكير فيما يوسوس به، لذا قال صلى الله عليه وسلم لمن أشغله الوسواس ” فليستعذ بالله ولينته” البخاري ومسلم. وربنا يقول: ” وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ” فصلت: 36.

من موقع الالوكة الإسلامي