أدخلت وصية المغني الشعبي أحمد عامر، الذي توفي في 2 جويلية الجاري، بحذف أغنياته من جميع المنصات الرقمية، الوسط الفني في دوامة لا طائل منها أعادت جدلية الفن حلال أو حرام إلى السطح عبر نقاشات بيزنطية أكل عليها الدهر وشرب.
على إثره، طفت تصريحات عدد من مغني المهرجانات إلى سطح المشهد الفني في الأيام الماضية، وفتحت بوابة جدل ضدهم جميعًا. وأحدث ذلك احتدامًا في النقاشات وزيادة التساؤلات بين الجمهور، عقب تصريحات حمو بيكا التي أعلن فيها حذف أغنياته أيضا.
ودخلت عشرات الأسماء الفنية من الوسط الفني المصري عن فئات عدة في الموسيقى والفن على خط الأزمة المشتعلة في مصر، وانقسمت الآراء بين مؤيدين يرون ضرورة تنفيذ وصية المغني الشعبي الراحل أحمد عامر بحذف أغنياته من على المنصات الرقمية، ومعارضين سخروا من ازدواجية التفكير والمعايير الخاصة بفئة مغني المهرجانات في مصر.
ووفق وسائل إعلام مصرية، أعلن المغني الشعبي طارق الشيخ نيته حذف جميع أغنياته عقب وفاته، لافتًا أنه سيوصي أبناءه بذلك، مؤكدًا أن السيرة الطيبة هي ما تبقى فقط وليس الأعمال الغنائية، على حد قوله.
وتخللت الأزمة المُثارة مطالبات واسعة من المعارضين لتنفيذ وصية المغني الشعبي الراحل، لمغني المهرجانات في مصر بالاعتزال والتخلي عن أموال وعوائد الفن المادية، إن كانوا فعلًا صادقين في نواياهم! لا سيما وأن المنتج بلال صبري، الذي أنتج عدداً من أغنيات أحمد عامر، ناشد الأزهر الشريف بتوضيح إن كان الغناء حلالا أو حراما؟ بعد إعلانه حذف أغنيات الراحل واحتدام الجدل حول الأزمة.
وتبع ذلك، رد رسمي من نقابة المهن الموسيقية في مصر، قبل أيام، حمل استنكارًا واضحًا لتنفيذ الوصية وللأزمة المُثارة عما إذا كان الفن حلالاً أم حراماً..
في سياق متصل، علّق الناقد الفني محمد قناوي على الأزمة المُثارة حول مغني المهرجانات في مصر، وأكد على رؤيته بأن تصريحاتهم عن حذف أغنياتهم مع المغني الشعبي الراحل أحمد عامر، جاءت لتبرهن أن هذه الفئة من المغنين لا علاقة لها بالفن على الإطلاق، بالإشارة إلى عدم اقتناعهم برسالة وأهمية الفن، من وجهة نظره.
وأضاف قناوي: “هناك نوع من التهريج في القضية المُثارة حاليًا، إذ أن هذه الفئة دخلت مجال الغناء ليس دعمًا لموهبته وإيمانًا بقيمة ورسالة الفن، بل للتمتع بالأموال والسيارات الفارهة والمنازل الفاخرة فقط، وما يفعلونه حاليًا هو أكبر دليل على صدق هذا الكلام”.
وقال إن تصريحات الفنان مصطفى كامل نقيب الموسيقيين، أثبتت أن لديه تناقضاً وذبذبة في شخصيته، معتبرًا أنها كارثة يجب معالجتها، مطالبًا النقابة والنقيب بسحب عضوية كل مغنٍ يتبرأ من عمله لرؤيته أن الفن حرام، وفق تعبيره.
ووفق وسائل إعلام مصرية، أثار الفنان مصطفى كامل، نقيب الموسيقيين في مصر، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، بسبب تصريحاته أن وفاة المغني الشعبي أحمد عامر مثلت لحظة فارقة بمنزلة جرس إنذار يعكس هشاشة الخط الفاصل بين الصواب والخطأ في المجال الفني.
وهاجمه الناقد الفني طارق الشناوي عبر حسابه الشخصي على فايسبوك، قائلًا: “نقيب الموسيقيين دخل على الخط، وبدلًا من أن يدافع عن الفن، قال إنه بدأ يراجع نفسه ومسيرته، وتلك هي مع الأسف حقيقة المأساة!”.
ق-ث