وقعت روسيا وإيران الداعمتان للنظام السوري وتركيا الداعمة للمعارضة مذكرة تنص على إقامة “مناطق لتخفيف التصعيد” في سوريا سعيا لوقف المعارك، وقالت وزارة الخارجية التركية إن اتفاقا جرى التوصل إليه في كازاخستان لإقامة مناطق آمنة داخل سوريا سيشمل كل إدلب وكذلك أجزاء من حلب واللاذقية وحمص، وأضافت إن الاتفاق سيحظر استخدام جميع الأسلحة في تلك المناطق وسيسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إليها، ووقع الوثيقة رؤساء وفود البلدان الثلاثة الراعية لمفاوضات السلام في أستانا بكازاخستان.
ووقع على الوثيقة مبعوث الرئيس الروسي للتسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية التركي سيدات أونال، ونائب وزير الخارجية الإيراني جابري أنصاري. وحضر الاجتماع وفدا الحكومة والمعارضة السورية المسلحة، لكن جزءا من أعضاء الوفد المعارض انسحبوا من القاعة احتجاجا على توقيع إيران على المذكرة، وأوضح وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبدالرحمنوف أن المشاركين في مفاوضات أستانا قاموا خلال الاجتماعات التي استغرقت يومين، بمتابعة تنفيذ الاتفاقات الخاصة بنظام وقف إطلاق النار ووقف العمليات القتالية في سوريا، ووافقوا في نهاية المطاف على توقيع المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق وقف التصعيد في سوريا.وحسب تسريبات اعلامية تنص مذكرة أستانا الخاصة بإنشاء مناطق وقف التصعيد في سوريا على ضرورة الانتهاء من وضع الخرائط لتلك المناطق بحلول 22 ماي الجاري.من جهته أشاد ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا بخطة لإقامة مناطق آمنة في سوريا ووصفها بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح لوقف حقيقي للقتال. وقال دي ميستورا “اليوم في آستانة أعتقد أنه كان بوسعنا أن نشهد خطوة إيجابية مهمة واعدة في الاتجاه الصحيح في عملية وقف تصعيد الصراع”.وقال كبير المفاوضين الروس في المحادثات ألكسندر لافرينتييف إن موسكو مستعدة للتعاون عن كثب مع الولايات المتحدة والسعودية بشأن سوريا، وقال لافرينتييف “للآسف الأميركيون لا يزالون يتجاهلون محاولاتنا لتوثيق التعاون العسكري لكننا نواصل المحاولة” وأضاف أن موسكو مستعدة لإرسال مراقبين إلى المناطق الآمنة في سوريا.وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح أثناء المحادثات مع نظيره التركي، رجب طيب اردوغان، حظر تحليق الطائرات الحربية فوق هذه المناطق الآمنة.ويشار إلى أن روسيا وإيران هما الداعمان الرئيسيان للنظام الحاكم في سورية، فيما تدعم تركيا بعض الجماعات السلحة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. من جهته نقلت وكالات أنباء روسية عن المبعوث الروسى إلى محادثات السلام السورية ألكسندر لافرنتييف قوله امس الجمعة إن المناطق الآمنة التى ستقام فى سوريا ستغلق أمام الطائرات الحربية الأمريكية وطائرات التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة.ووافقت تركيا وإيران على اقتراح روسيا إنشاء مناطق آمنة فى سوريا وهى الخطوة التى رحبت بها الأمم المتحدة لكن الولايات المتحدة استقبلتها بتشكك. وفي ذات السياق أكد رئيس الوفد الحكومى السورى إلى اجتماع “أستانة 4” بشار الجعفرى، أنه انطلاقا من التزام سوريا بالحفاظ على حياة الشعب السورى ووقف سفك دمائه، وانطلاقا من استعدادها للموافقة على كل ما من شأنه أن يساعد على عودة الشعب السورى إلى الحياة الطبيعية قدر الإمكان، فإن الجمهورية العربية السورية تؤيد المبادرة الروسية حول مناطق تخفيف التوتر وتؤكد التزامها بنظام وقف الأعمال القتالية بما فيه عدم قصف هذه المناطق..وأكد الدكتور الجعفرى أن “أستانا 4 كانت قفزة نوعية بإنجازاتها”، معربا عن الشكر لجهود كازاخستان وروسيا بالمقابل قالت المعارضة السورية المسلحة إنها لا تستطيع قبول خطة روسية لإقامة مناطق آمنة في سوريا لأن ذلك يهدد وحدة الأراضي السورية وأشارت إلى إنها لن تعترف بإيران دولة ضامنة لأي خطة لوقف إطلاق النار. وعبرت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من الاتفاق وقالت إنها تشك في مشاركة إيران كدولة ضامنة له وفي سجل دمشق فيما يتعلق بتنفيذ اتفاقات سابقة.
**
أدى إلى مقتل 42 شخصا في مارس الماضي
البنتاغون يعترف بقصف مسجد شمال سوريا
أفاد مصدر فى وزارة الدفاع الأمريكية، بأن عسكريين أمريكيين اعترفوا بقصف مبنى كان جزءا من مجمع دينى فى شمال سوريا، فى شهر مارس الماضى.وأوضحأن التحقيق الذى جرى فى هذا الشأن أظهر أن المبنى الذى استهدفته الغارة الأمريكية، كان مخصصا للأغراض الدينية، مضيفة أن منشآت مماثلة، إضافة إلى مدارس، ومستشفيات تدخل فى قائمة المؤسسات التى لا يمكن استهدافها.ومن الجدير بالذكر أن مسجدا فى قرية الجينة فى محافظة حلب بشمال سوريا تعرض للقصف الأمريكى يوم 16 مارس الماضى ما أدى إلى مقتل 42 شخصا، إلا أن البنتاجون نفى آنذاك قصف المسجد وأعلن أن الغارة استهدفت تجمعا لتنظيم القاعدة جرى فى مبنى مجاور.