الوباء ساعد على خلق وعي جماعي حول أهمية تقوية جهاز المناعة وفوائد التطعيم

الوباء ساعد على خلق وعي جماعي حول أهمية تقوية جهاز المناعة وفوائد التطعيم

 

إذا كانت هناك جوانب إيجابية للوباء العالمي “كوفيد – 19″، فقد يكون أهمها الدور الذي تلعبه في رفع مستوى الشعور بأهمية الصحة الجيدة واتباع كل ما يحافظ عليها، ومنها أخذ اللقاحات. ومن المتوقع أن يغير الوباء التصورات حول أهمية مواكبة اللقاحات.

دراسة حديثة

دراسة استطلاعية حديثة أجريت خلال شهري جويلية وأوت 2021، بهدف فهم الدور الذي يلعبه التطعيم في الصحة والرفاهية بين الناس في سن 50 وما فوق. نفّذت الدراسة شركة “كانتار” المتخصصة في الأبحاث بتفويض من شركة “جي إس كي ” (شركة الرعاية الصحية في مجال تصنيع اللقاحات على مستوى العالم). وشارك في الدراسة 16000 شخص، من الذكور والنساء، من ثماني دول.

نتائج وتقييم

أولاً: الصحة الجيدة: أن يفهم الناس أن المستقبل يمكن أن يكون أكثر إشراقاً بـ “صحة جيدة”، فالصحة الجيدة هي أكثر من الأمان المالي أو التمتع بحياة نشطة، وهو ما يسعى إليه الناس في سن الخمسين وما فوق لضمان جودة الحياة في العقود المقبلة من حياتهم.

كان معدل النسبة المئوية للمشاركين من الدول الثماني الذين صنّفوا “الصحة الجيدة” كمرتبة أولى لهم من حيث أهميتها لنوعية حياتهم على مدى السنوات المقبلة.

ثانياً: أهمية اللقاحات: تختلف الدول في إلمام شعوبها بحالة اللقاح اختلافاً كبيراً، فالأمريكيون يعتقدون أنهم على اطلاع محدث للقاحات بنسبة 38 في المائة، بينما اليابانيون إما لا يعرفون أو لا يهتمون إذا تم تطعيمهم أم لا، فيعتقد 1.6 في المائة فقط أنهم على علم، و32 في المائة لا يفكرون في الحصول على لقاحات إضافية.

ثالثاً: الحماية: السبب الرئيسي الذي يدفع الناس للحصول على لقاح هو الحماية، إذ أفاد 90 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا اللقاح لحماية أنفسهم، 60 في المائة لحماية الآخرين، 30 في المائة لحماية من يُحبون. وفي الدراسة، تفوق الكنديون على كل البلدان الأخرى في كل الأسباب الثلاثة.

رابعاً: توافر المعلومات: إن عدم وجود المعلومات هو أكبر عائق للحصول على اللقاحات. واتضح من الدراسة أنه يمكن تحسين معدلات التطعيم بتقديم معلومات واضحة والتذكير بالتطعيم وموعده.

خامساً: السلوك الصحي: لقد وُجد أن مواقف الناس تجاه الصحة لا تتعلق بالجنس، فلدى الرجال والنساء الأسباب نفسها للاهتمام بحماية صحتهم وصحة الآخرين وللحصول على اللقاحات أو رفضها. وبَيَّنَ أولئك الذين رفضوا اللقاح، ذكوراً كانوا أو إناثاً، أنهم لم يشعروا بأنهم معرضون للخطر (9 – 11 في المائة) أو أنهم يفتقرون إلى المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ قرار مستنير عن اللقاح ولماذا يأخذونه (9 في المائة)، أو أنهم قلقون من الآثار الجانبية المحتملة (9 – 10 في المائة). أما الذين تلقوا اللقاح في السنوات الماضية، فكان السبب حماية أنفسهم (84 في المائة)، وحماية الآخرين (54 – 55 في المائة)، وحماية مَن يحبون (32 – 34 في المائة). ووُجد أن كلاً من الرجال والنساء يعتمد إلى حد كبير على المصادر نفسها للمعلومات، لصالح المتخصصين في الرعاية الصحية عن جميع المصادر الأخرى.

سادساً: النظر نحو المستقبل: تظهر الفروق بين الجنسين عند التفكير في المستقبل للحفاظ على صحة جيدة، فالنساء اللائي يملن إلى الإشراف على صحة أسرهن، ومستعدات ليكنّ من مقدمات الرعاية بشكل عام، يحتفظن (67 في المائة) أكثر من الرجال (49 في المائة) بمعقم اليدين. كما أن أعداداً من النساء أكبر (62 في المائة) من الرجال (49 في المائة) لديهن تركيز أكثر في الصحة العقلية. وقد يُعزى ذلك لكون النساء أكثر حرصاً لتجنب المخاطر.

سابعاً: المناعة لا العمر: عادة ما يتم الحديث عن الأمراض التي تساعد اللقاحات في الحماية منها من حيث الأعمار. بمعنى آخر، إذا كان الشخص أكبر سناً، فمن المرجح أن يوصى بأخذ اللقاحات المختلفة. ومع ذلك، هناك فرق بين ما تعتبره العلوم الصحية “كبيراً ومسناً” من حيث المخاطر وما يتصوره الشخص من معنى كلمة “كبير ومسن”. إن ما يقرب من 50 في المائة من الناس يعتبرون أنفسهم “أصغر” سناً من عمرهم البيولوجي الحالي.

–  ثامناً: اللقاحات من أجل جودة الحياة: عند النظر إلى السنوات العشر المقبلة، تتفق شريحة الخمسين سنة وأكثر (50+) بأغلبية ساحقة (94 في المائة) على أن الصحة الجيدة ضرورية لجودة الحياة. وأنهم (73 في المائة) اكتسبوا فهماً أفضل للقاحات والجرعات المنشطة وأنها جزء من الحفاظ على الصحة.

تاسعاً: اكتساب سلوكيات صحية من الجائحة: أظهرت الدراسة أن الغالبية العظمى (أكثر من 79 في المائة) يرغبون في الاستمرار بارتداء القناع في الأماكن العامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي (جسمياً)، خصوصاً خلال المرض، في مرحلة ما بعد الجائحة.

خلاصة الدراسة

تلخص الدكتورة جايل ديفي، رئيسة قسم الاستشارات بالشركة المنفذة للدراسة الاستطلاعية، في التالي:

> النتائج المستخلصة من هذه الدراسة الاستقصائية الجديدة توفر للعلماء والباحثين رؤى حول الدور الذي يقوم به تحسين المواقف تجاه التطعيم بسبب “كوفيد – 19″، فقد كانت “الصحة الجيدة” أكثر أهمية بكثير للفئة العمرية خمسين عاماً وما فوق (مرتبة على أنها عالية الأهمية بنسبة 94 في المائة) من الأمن المالي (46 في المائة) أو وجود حياة أسرية نشطة (43 في المائة) لجودة حياتهم خلال السنوات العشر المقبلة.

> لقد كانت أفضل طريقة للوصول إلى هذه المجموعة لتشجيع تعزيز الصحة الجيدة هي التركيز على “لياقة جهاز المناعة” لديهم، وليس العمر. إن ما يقرب من 50 في المائة من البالغين 50 عاماً أو أكبر في البلدان الثمانية التي شملها الاستطلاع يقولون إنهم يشعرون بأنهم أصغر من عمرهم الزمني الحالي، وأنهم يشعرون بأنهم أصغر جسدياً من أعمارهم.

وعند سؤالهم عن العمر الذي يعتقدون فيه أن جهاز المناعة لديهم يضعف، أدرك نصفهم أهمية ذلك، وظل 20 في المائة فقط ممن شملهم الاستطلاع يشعرون بأنهم “كبار في السن”، وهم في الخمسينات والستينات من العمر. يشير هذا إلى أن الناس يدركون الضعف المزداد بجهاز المناعة في أعمار محددة. لذلك، فمن خلال توجيه الحديث إلى جهاز المناعة، قد يكون من الممكن إزالة الحواجز التي تمثلها تصورات عن “الشيخوخة” تؤدي إلى اتصالات أكثر تأثيراً حول التطعيم وتقدم الشيخوخة الصحية.

> وفقاً لأولئك الذين شملهم الاستطلاع، يمكن أيضاً “تحسين معدلات تطعيم البالغين”، وتذكيرهم بموعد استحقاق التطعيمات وتحديد موقعها في مكان أكثر ملاءمة. في حين أن ثمانية من كل عشرة ممن شملهم الاستطلاع أفادوا بأنهم تلقوا التطعيم ضد “كوفيد – 19″، اعتقد 19.8 في المائة فقط أنهم كانوا محدثين باللقاحات الموصى بها للبالغين.

> في جميع البلدان، قال البالغون إنهم يريدون “معلومات أفضل وأكثر وضوحاً” حول اللقاحات المطلوبة، ولماذا تعطى لهم. كما أراد البالغون في إسبانيا وفرنسا واليابان معرفة المزيد عن الآثار الجانبية المحتملة للقاح.

ق. م