ترجمة للرؤية التنموية للرئيس عبد المجيد تبون في مسار التكامل الإفريقي

المعرض الإفريقي للتجارة البينية.. استراتيجية جزائرية لتوسيع الحضور الاقتصادي في القارة السمراء

المعرض الإفريقي للتجارة البينية.. استراتيجية جزائرية لتوسيع الحضور الاقتصادي في القارة السمراء

تتجه الجزائر بخطى واثقة نحو تعزيز مكانتها كفاعل اقتصادي محوري داخل الفضاء الإفريقي، من خلال الانخراط الفعلي في مشاريع التكامل القاري، وعلى رأسها منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF)، وتُعد الطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية، المقرر تنظيمها بالجزائر في سبتمبر المقبل، محطة مفصلية في هذا المسار، إذ تسعى الدولة الجزائرية من خلالها إلى توسيع نطاق صادراتها نحو القارة، والتي لا تزال دون سقف 10 بالمائة، رغم الإمكانيات المتاحة.

وفي هذا السياق، أكد الهواري عبد اللطيف، المدير الفرعي لمتابعة ودعم الصادرات بوزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات، أن الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الافريقية المقررة في الجزائر بدء من الأسبوع الأول من شهر سبتمبر المقبل فرصة للشركات الجزائرية للتغلغل أكثر في القارة الإفريقية.

 

مساعي للحصول على نسب من العقود والاتفاقيات التجارية والاستثمارية

وقال الهواري خلال استضافته، الاثنين، ضمن برنامج “ضيف الصباح” للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية إن الجزائر تسعى لاستغلال هذه المناسبة الاقتصادية والتجارية البارزة للحصول على نسب من العقود والاتفاقيات المالية والتجارية والاستثمارية المتوقع إبرامها خلال هذه التظاهرة والمقدرة من قبل بنك الاستيراد والتصدير الافريقي بحوالي 44 مليار دولار. وأضاف قائلا: “هذه قمة اقتصادية رفيعة المستوى والشأن بامتياز، وهي تحظى بعناية فائقة من قبل رئيس الجمهورية، عيد المجيد تبون، والذي خصص لها جانبا من الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء نهار أول أمس وشدد خلاله على ضرورة تقديم كل التسهيلات للدول الإفريقية المشاركة ،الأعضاء في “منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية” التي دخلت حيّز التنفيذ في الفاتح جانفي 2021، باعتبارها أحد المشاريع الرئيسية لخطة الاتحاد الإفريقي لعام 2063″. وأشار قائلا: “التحضيرات لهذا الموعد الاقتصادي والتجاري انطلقت مباشرة بعد الإمضاء على اتفاقية شرف الفوز بالاحتضان في الـ15 أفريل من سنة 2024 ومباشرة بعد ذلك بادرت السلطات العليا في البلاد إلى إنشاء لجنة وزارية رفيعة تضم مختلف القطاعات الوزارية المعنية وبمشاركة الهيئات المعنية، بما فيها مصالح الوزارة الأولى ورئاسة الجمهورية للإشراف على تحضير مختلف الجوانب المرتبطة بهذه التظاهرة، وهي تعمل بخطى حثيثة لتحضير أفضل الظروف لاستقبال ما يقرب عن ألفي عارض وبحضور ومشاركة متوقعة لأكثر من 35 ألف زائر من الخارج.

 

هندسة تنظيمية متعددة الأبعاد لدعم التكامل الإفريقي

وضمن هذا السياق، كشف ذات المتحدث عن، “تشكيل 8 لجان فرعية مكلفة بعديد المحاور، منها اللجنة المختصة بالمعرض التجاري على مستوى قصر المعارض، ولجنة ثانية تخص منتدى التجارة والاستثمار، وثالثة تعنى بالروابط الافريقية الإبداعية والبحث والابتكار، ورابعة بتنظيم اللقاءات بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والأفارقة، وخامسة تعنى بترتيب اللقاءات بين المتعاملين الأفارقة فيما بينهم، وسادسة تعنى بالمعرض التجاري الافتراضي والبث الحي، وسابعة خاصة بالمؤسسات الناشئة للشباب وثامنة تعنى بتنظيم يوم الأفارقة في المهجر، لإبراز الروابط بين افريقيا وأبنائها”. وتابع قائلا: “نحن نسعى ونراهن على تحقيق أقصى الطموحات وتجاوز النتائج المحققة خلال الطبعات الثلاث المنظمة بدولتين كبيرتين في القارة الإفريقية، وهما جنوب إفريقيا وجمهورية مصر العربية التي احتضنت طبعتين بعد سحب التنظيم من دولتي كوت ديفوار ورواندا”. واستطرد قائلا ،”فوز الجزائر بشرف احتضان الطبعة الرابعة لهذه التظاهرة يعكس التزامات الجزائر الاقتصادية والتجارية نحو القارة الافريقية في إطار خطة التنمية 2063، وإعطاء الدور الريادي والمحوري للجزائر اقتصاديا وتجاريا وماليا لتعزيز المبادلات التجارية البينية مع الدول الافريقية ،الأعضاء في المنطقة الافريقية للتجارة الحرة”. وأردف: “تأتي هذه الطبعة في ظرف جيو-سياسي مهم في ظل التحولات الدولية والإقليمية، مما يتطلب تضافر الجهود وتعزيز الروابط والتحالفات والشراكة والتكامل الاقتصادي والمبادلات التجارية والاستثمارات بين دول القارة”. وختم ضيف الإذاعة قائلا: “المعرض من تنظيم الأمانة العامة للاتحاد الافريقي وأمانة منطقة التجارة الحرة وكذلك البنك الافريقي للاستيراد والتصدير، وهو أكبر بنك في القارة، وكانت الجزائر انضمت اليه في سنة 2022 بمقتضى مرسوم رئاسي، وقامت أيضا بإصدار مرسوم رئاسي خلال السنة الجارية 2025 يحدد مساهمة الجزائر في هذا البنك”.

سامي سعد