الهدية هي دفع عينٍ – سواءً كانت مالاً أو سلعة – إلى شخصٍ معين، لأجل الألفة والثواب، من غير طلبٍ ولا شرط. وقد جاء الأمر بقبول الهدية وعدم ردها إذا كانت لا شبهة فيها ولا حرام، فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين” فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن رد الهدية. وللهدية في الإسلام آداب نذكر منها:
– قَبول الهدية، وإهداؤها، ولو كانت بسيطة: روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: “لو دُعيت إلى ذِراع أو كُراع لأجبتُ، ولو أهدي إليَّ ذِراعٌ أو كُراعٌ لقَبِلت”. وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: “يا نساء المسلمات، لا تحقرنَّ جارةٌ لجارتها ولو فِرْسِن شاةٍ”.
– أن تشرك مَن حضر معك في الهدية إن كانت تقسم: روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه كان يقول: والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكَبِدي على الأرض مِن الجوع، وإن كنت لأشُدُّ الحجرَ على بطني من الجوع، ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمرَّ أبو بكر فسألته عن آيةٍ من كتاب الله ما سألته إلا ليشبِعَني، فمرَّ ولم يفعل، ثم مرَّ بي عمر، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله ما سألته إلا ليُشبِعَني، فمرَّ فلم يفعَل، ثم مرَّ بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسَّم حين رآني وعرَف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: “يا أبا هر”، قلت: لبَّيك يا رسول الله قال: “الحَقْ”، ومضى، فتبِعتُه، فدخل فاستأذن فأذن لي، فدخل فوجد لبنًا في قَدَح، فقال: “من أين هذا اللبن؟” قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: “أبا هر”، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: “الحَقْ إلى أهل الصُّفَّة، فادعُهم لي”، قال: وأهل الصفة أضيافُ الإسلام”.
– شكر المهدي والدعاء له: روى أبو داود وحسَّنه الألباني عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن أعطى عطاءً فوجد فليَجْزِ به، فإن لم يجِدْ فليُثنِ به، فمَن أثنى به فقد شكره، ومَن كتمه فقد كفره”.
– أن تقدِّم الهدية للأهم فللأهم، أو للأقرب فللأقرب: روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها، قلت: يا رسول الله، إن لي جارينِ، فإلى أيِّهما أُهدي؟ قال: “إلى أقربِهما منك بابًا”.
ومن آداب الهدية: اجتناب المَنِّ بها: فالمَنُّ بالهدية من اللؤم وقلة المروءة؛ قال الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى ” البقرة: 264. ومن الآداب: ألاَّ يكون الإهداء بشيء مُحرَّم، أو بهدايا يُحرِّمها الشرع؛ كتلك الهدايا التي تُهدى بمناسبات الكفار؛ كمناسبة رأس السنة الميلادية، وغيرها من مناسبات دينهم، كما يحرم قبول هذه الهدايا أيضاً؛ لأنه من باب التشبه بأهل الكفر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول “مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ” رواه أبو داود.
من موقع شبكة الألوكة