الهجمات التي تطال الدبلوماسية الجزائرية محاولة بائسة ويائسة ، ميزاب للموعد اليومي: الجيش لن يسمح بأن تمر “إبرة خيط” عبر الحدود

elmaouid

الجزائر -قال أحمد ميزاب الخبير الأمني والقضايا الاستراتيجية بأن المشوشين الذين راهنوا على أن تصاب الجزائر بفيروس العمليات الارهابية حتى يحتفلوا ويهللوا، وحتى الذين يعتقدون معهم بأن أرض الشهداء ستصاب

بزكام الربيع العربي قد خسروا الرهان، وسيخسرون دائما بفعل تحركات الدبلوماسية الجزائرية التي تميزت بالفطنة وبعد نظر ثاقب، باعتبارها تعي جيدا أن هناك مخططات دولية تستهدفها.

أكد أحمد ميزاب لـ “الموعد اليومي” بأن تحركات الدبلوماسية الجزائرية الأخيرة في الملف الليبي وقدرتها على إدارته بشكل احترافي لم ترق بعض الأطراف التي تريد تأزيم الأوضاع في هذا البلد الجار عبر أجندات باتت واضحة المعالم، خصوصا وأن كل المؤشرات الخارجية تسير بوتيرة متسارعة لشرعنة التدخلات الأجنبية التي أصبحت مفتوحة على جميع الاحتمالات.

 

الجزائر تعمل جاهدة لقطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية

وأوضح المتحدث أن الجزائر تدرك تطور الأحداث، خاصة الأخيرة على الساحة الليبية التي تنذر بحدوث سيناريوهات خطيرة، بعدما أخذت مواقع التصادم بين الأطراف الليبية بالتقدم، واحتمال قيام مواجهات مسلحة مباشرة على غرار ما حدث من تصعيد مؤخرا في “سبها”. كما أوضح المتحدث بأن الجزائر قامت بخطوة حكيمة من خلال احتواء الأوضاع في هذا البلد الشقيق لتذليل الصعوبات، وكذا التواصل مع القاعدة الشعبية لخلق مؤشر تمهيدا للمصالحة الوطنية بين الفرقاء في ليبيا لقطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية التي لن تزيد إلا تعقيدا وتوترا ينذر بحدوث توترات إقليمية ودولية أخرى.

 

الجيش حافظ على حدوده في التسعينيات ولم يسمح لإرهابي واحد بأن يعبر إلى دول الجوار، فكيف يسمح اليوم بأن تكون الجزائر بلد عبور

 

ويعتقد نفس المتحدث في سياق حديثه مع “الموعد اليومي” أن الهجمات غير المقبولة التي تطال دبلوماسيتنا من الجارة الغربية (في إشارة ضمنية للمغرب) ما هي إلا محاولة بائسة – يائسة تزامنت والتقارير الأممية التي تتحدث عن انتهاكات المغرب في الصحراء الغربية وإخفاقاته المتكررة، ناهيك على أنها دلالة واضحة على أن المغرب يريد إخراج مخططات تسعى لتقديم صورة سوداء عن الجزائر ونجاحات الدبلوماسية الجزائرية.

من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أن الأطراف التي تحاول تسويق تقارير على أن الجزائر تعتبر نقطة عبور للمقاتلين باتجاه مناطق التوتر، فهي واهية _ واهنة، وذلك لعدة اعتبارات أهمها أولا أن الجيش الوطني الشعبي لن يسمح بأن تمر (إبرة خيط) عبر حدوده، وثانيا أن الجزائر كانت وما تزال مكانا غير محبب للنشاطات الإرهابية وثالثا أن الولايات المتحدة الأمريكية بقوة استخباراتها وعتادها اعترفت بقوة وصلابة وفاعلية وأداء المقاربة الأمنية الجزائرية على الأرض. وأوضح المتحدث بأن ما يدلل هذه الصلابة هي أن المصالح الأمنية المختصة في مكافحة الارهاب استطاعت أن تجهض محاولتين ارهابيتين خلال شهرين، وتفكيك عدد معتبر من الخلايا النائمة وتحييد ارهابيين، فيما استسلم آخرون بفعل الحصار المضروب عليهم من طرف الجيش الوطني الشعبي الذي حافظ على حدوده في فترة التسعينيات، ولم يسمح لإرهابي واحد بأن يعبر نحو دول الجوار، فكيف – يتساءل محدثنا- يسمح اليوم بأن تكون الجزائر بلد عبور، كما يدعي المتربصون بالبلاد خاصة في ظل أوضاع إقليمية ومؤشرات دولية تهدف لتدمير شمال إفريقيا ومنطقة الساحل معا.