الهاتف ترويح وتسلية.. أم غيبة ونميمة

الهاتف ترويح وتسلية.. أم غيبة ونميمة

كم من الوقت تقضينه مع صديقاتك في الحديث عبر الهاتف؟ وما هي الموضوعات المفضلة في الحوارات الهاتفية؟ وهل تشعرين بالملل من قضاء وقت طويل في الحديث عن الآخرين؟ وهل حواراتك الهاتفية تضايق زوجك أو تشغلك عن بعض واجباتك تجاه بيتك وأولادك؟ وهل يمكن أن يمر يوم أو يومان من دون حوار مع إحدى صديقاتك ولا يسبب ذلك ضيقاً لك؟ هذه التساؤلات طرحتها إحدى الباحثات على 2000 سيدة في محاولة لمعرفة مدى حرص المرأة على الغيبة الهاتفية. فكشفت إجابات السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و45 سنة عن إدمان السيدات للأحاديث الهاتفية، وأوضحت أن موضوع هذه المكالمات غالباً ما يكون بهدف التسلية وشغل وقت الفراغ؛ نتيجة الشعور بالكبت والإحباط من زيادة حدة المشكلات الأسرية اليومية. إن الفراغ هو السبب الأول في هذه الظاهرة لدى النساء، ثم إن انعدام الوازع الديني لديهن جعل النميمة والثرثرة ليست بالخلق البغيض في نظر بعضهن.

فالغيبة أن يذكر المرء أخاه بما يكره سواءٌ كان في دينه أم بدنه أم دنياه، وهذا بالطبع سلوك غير مقبول في الإسلام، لقول الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ” الحجرات:11.

والمسلم إذا كان مطالباً بحماية نفسه من رذيلة النميمة، فهو مطالب أيضاً بمحاربتها وبتضييق الخناق على النمَّامِين وذلك بعدم تصديق النمام، فهو فاسق كما حكم الله عليه، حتى لو كان كلامه صادقاً، فإن إرادة الإفساد والسوء سلبت عن الكلام صفة المدح والقبول قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” الحجرات:6. وتصديق الشخص النمام يعتبر تشجيعاً له على الثرثرة، والمشجع له شريك في الذنب، وتصديقه يفصح عن الرضا عن عمله، وهذا الرضا يظهر دخيلة النفس من حبها للشر والفتنة، كما يحب النمام تماماً، وشبيه الشيء منجذب إليه، ولولا أنه يعلم هذا المعنى فيه ما سعى إليه بالنميمة، والمؤمن الكامل يجب أن يتبرأ من هذا العبث.