الهاتف النقال قضى على نشاطها.. محلات الطاكسيفون في خبر كان

الهاتف النقال قضى على نشاطها.. محلات الطاكسيفون في خبر كان

لوحظ في الآونة الأخيرة النقص الكبير الذي تعرفه محلات الهواتف العمومية أو ما يعرف باللغة العامية بـ “الطاكسيفون”، حيث قلّ عدد هذه المحلات بشكل كبير منذ البدء في استعمال خدمة الهاتف النقال في الجزائر والتطور السريع الذي عرفه في هذا المجال، حيث تجاوز عدد مستعملي الهاتف النقال 37.5 مليون في الجزائر من مجموع سكان 38.5 مليون و1.3 مليون مشترك في التدفق العالي للأنترنت خلال سنة 2013، ومن المرتقب أن يرتفع هذا العدد في السنوات القادمة، الأمر الذي قضى على محلات الطاكسيفون التي أغلق أصحابها أبوابها منذ مدة لقلة الزبائن.

 

المحمول أفضل وسائل الاتصال

تراجع نشاط محلات الهواتف العمومية بشكل كبير عما كان عليه في السابق خلال سنوات التسعينيات، حيث كان إقبال الزبائن على هذه المحلات كبيرا، وشهدت تلك السنوات انتعاشا ملحوظا لهذا النشاط، غير أن دخول الهاتف المحمول إلى الجزائر وتطور تكنولوجيات الاتصال جعلا المواطنين يعزفون عن خدمة الهاتف العمومي كون الهاتف النقال أسرع وأفضل وسيلة للاتصال، كما أنه يتميز بعدة تقنيات وخصائص تسهل على المواطنين إجراء عمليات الاتصال في وقت سريع ودون بذل جهد كبير للتنقل إلى أماكن معينة عكس الهواتف العمومية التي يتوجب التنقل إلى المحلات الخاصة بها من أجل إجراء الاتصال، كما يتميز الهاتف المحمول أيضا بإمكانية حفظ الأرقام وتسجيلها بأسماء أصحابها، وهذا ما لا تتوفر عليه الهواتف العمومية.

 

أصحاب “الطاكسيفون” يغيرون نشاطهم وآخرون يضيفون خدمات جديدة

بعد تراجع نشاط محلات “الطاكسيفون”، أقدم العديد من أصحابها على تغيير نشاط تجارتهم، حيث قام البعض بدخول عالم التجارة وفتح محل للألبسة والأحذية، وآخرون قاموا بتحويل المحل إلى بيع المواد الغذائية والبعض الآخر أغلق محله واشتغل في المؤسسات العمومية والخاصة، فيما فضل البعض الآخر الإبقاء على هذه الخدمة بالرغم من نقص التوافد عليها لكن في نفس الوقت أدخل عدة خدمات على محله ليواكب التطور التكنولوجي في هذا المجال، ومنها خدمة تعبئة الرصيد بالنسبة للهواتف المحمولة، إضافة إلى عرض بعض السلع الخاصة بمجال الاتصال كالهواتف النقالة، شرائح الهواتف وواجهات الهواتف إضافة إلى خدمة الطبع والنسخ كطريقة لجلب الزبائن، كما طور آخرون خدماتهم عن طريق الاتفاق مع متعاملي الهاتف النقال بالجزائر من أجل الاستفادة من خطوط محمولة على شكل هواتف ثابتة لتصبح التسعيرة المعمول بها مثل الموجودة في الهاتف النقال، فيدفع الزبون بهذه الخدمة مثلما يدفع في الهاتف النقال، إضافة إلى هذا قام بعض أصحاب المحلات بعقد اتفاق مع متعاملي الهاتف النقال لبيع الشرائح والتكفل بالعقود لتخفيف الضغط على وكالات متعاملي الهواتف المحمولة، حيث لاقت هذه التغييرات استحسان المواطنين الذين صاروا يتوافدون على هذه المحلات وإن لم يستعملوا خدمة الهاتف العمومي.

 

مواطنون يشتكون من نقص محلات الطاكسيفون ويطالبون بعودتها من جديد

اشتكى العديد من المواطنين الذي التقتهم “الموعد اليومي” من تراجع نشاط محلات الطاكسيفون ونقص عددها، حيث طالبوا بعودة هذه الخدمة للعمل من جديد كونهم يعتمدون عليها كما في السابق، إضافة إلى هذا قال آخرون “ليس كل الجزائريين يملكون هاتفا نقالا، لذا وجود محلات الهواتف العمومية أمر ضروري”، إضافة إلى هذا قال جمع آخر إن ما يدفعه في محلات الطاكسيفون أقل بكثير مما يصرفه على الهاتف النقال، وهذا ما جعل الطاكسيفون مميزا لحد الآن.

ق.م