“النفـــط مقــــــابل المشــــــــاريع”.. !؟ 

elmaouid

الجزائر- تخوض الجزائر مساعي حثيثة لإقناع السعودية بالتمسك بالتزاماتها تجاه القرار “الإجماعي” الذي خرجت به قمة “أوبك” بالعاصمة الجزائرية من أجل رفع مستوى أسعار النفط، في الوقت الذي تتماطل فيه الرياض و”تنقلب” بين الفينة والأخرى في استعدادها لتنفيذه.

ومن هذا المنطلق، تبحث السعودية عن “مكاسب تفاوضية” جديدة مع الجزائر  استنادا إلى المؤشرات والأصداء الواردة من اللقاءات الجارية بالرياض والتصريحات المرافقة لها عبر الصحافة المحلية أو الصحافة الوطنية، والتي تدخل في سياق بروز “ملف الاستثمار” بالجزائر الذي لطالما عجزت السعودية عن ضبط “مداخله” خاصة وأنها ترى أن قاعدة 51/49 حجر عثرة أمام الطموحات السعودية الاستثمارية على الاراضي الجزائرية، في

الوقت الذي يكون سلال، الموفد من الرئيس بوتفليقة، بصدد البحث عن “مكسب نفطي” يرفع الاسعار الدولية للبرميل ومعها مداخيل البلاد التي تمر بفترة مالية صعبة بسبب انهيار الأسعار، وهذه الأخيرة ترهن الواقع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي للجزائريين ما يعني بلغة “المفاوضات” أن  “محور الحديث” قد لا يخرج عن السياق الاقتصادي .

وفي غضون طرح هذا التوجه، يبرز تصريح رئيس غرفة التجارة والصناعة بالرياض عن “صفقات استثمارات” بمبلغ 10 مليارات دولار في الجزائر بداية من سنة 2017 وهي مشاريع وصفقات يرتقب أن تتجه نحو الصيدلة وصناعة الدواء والطاقة المتجددة والشمسية والفلاحة والحليب وتربية الأبقار والتجهيزات والصيانة، مثلما أفصحت عنه لأحد عناوين الصحافة الوطنية.

ومن جانب آخر، استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال، الثلاثاء، بالرياض مدير صندوق الاستثمارت العامة السعودي، ياسر الرميان.

وقد تم الاستقبال بحضور وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، ووزيرالفلاحة والتنمية الريفية، عبد السلام شلغوم، اللذين يوجدان ضمن الوفد الوزاري المرافق للوزير الاول في زيارته الرسمية إلى المملكة العربية السعودية.

وفي اليوم الثاني من زيارته، سيشارك الوزير الأول هذا الأربعاء، في منتدى اقتصادي يخصص لتشجيع المتعاملين الاقتصاديين بالبلدين على تطوير الاستثمار المنتج وتكثيف مبادرات الشراكة بينهما في اتجاه يدعم “بسط الطريق” الاستثمارية بين الجزائر والرياض مقابل ما سينتج عن هذه الجهود فيما يتعلق بملف “اسعار النفط” والالتزام بـ”اتفاق الجزائر”.

وكان سلال قد استقبل من طرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، قبل أن يستقبل بدوره وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، نزار بن عبيد مدني.

وقد سمحت المحادثات التي دارت بين الجانبين بتقييم العلاقات الثنائية ودراسة السبل والوسائل الكفيلة بتعزيزها في شتى المجالات، بالاضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

 

سلمهما له سلال خلال جلسة المحادثات التي جمعته به في قصر اليمامة بالرياض

“رسالتان” من الرئيس بوتفليقة إلى الملك سلمان 

 

الجزائر- بعث الرئيس بوتفليقة رسالتين إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ، على غير العادة، سلمهما له الوزير الأول عبد المالك سلال، الثلاثاء، خلال اللقاء الذي جمعهما، في قصر “اليمامة” بالعاصمة الرياض.

ونقلت  وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن الملك سلمان، استقبل الثلاثاء، الوزير الأول ، عبد المالك سلال وعقد معه جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية.

وذكرت أن  سلال سلم للعاهل السعودي رسالتين من الرئيس عبد العزيز بوتفلقية، لكنها لم تذكر  محتواهما، وهو ما جعل عديد الوسائط الإعلامية تتساءل حول مضمون الرسالتين خاصة وأنه جرت العادة أن يبعث الرئيس بوتفليقة برسالة واحدة إلى نظرائه ما يعني أن الأمر يتعلق بحالة “خاصة” مع الرياض ليفتح المجال على مصراعيه للترجيحات التي لم تراوح عموما “المسألة النفطية”.

وحضر جلسة المباحثات الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وعدد من الوزراء والمسؤولين، فيما حضر من الجانب الجزائري وزراء الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، والصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، والطاقة نور الدين بوطرفة، والفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد السلام شلغوم.

وكان الوزير الأول، عبد المالك سلال قد حل، الإثنين، بالرياض في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية تدوم يومين تندرج في إطار اللقاءات الدورية للحوار والتشاور بين مسؤولي البلدين، حيث  استقبله  بمطار الرياض الدولي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

وقد أكد سلال أن المملكة العربية السعودية “شعبا وقيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لها مكانة خاصة في قلوب الجزائريين”، معتبرا أن العلاقات السياسية بين الدولتين “ممتازة في إطار تشاور وتنسيق مستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في الفضاءات العربية والإسلامية والدولية”.