النفط الليبي بمرمى الصراع السياسي

النفط الليبي بمرمى الصراع السياسي

توقف إنتاج النفط في حقول رئيسية في ليبيا، بعد إعلان المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة عليها، الأمر الذي ينذر بخسائر فادحة، وسط اتهامات لأطراف متنفذة بممارسة ضغط وابتزاز عبر هذا القطاع الحيوي في البلاد، لتحقيق مكاسب سياسية.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من تعليق مندوبي اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أعمالهم في اللجنة العسكرية “5+5″، للمطالبة برحيل حكومة عبد الحميد دبيبة، وتمكين الحكومة الموازية برئاسة فتحي باشاغا، داعين في بيان لهم إلى وقف إنتاج النفط، في محاولة لاستخدام هذا القطاع كورقة ضغط وابتزاز. وفق وسائل اعلام محلي، الثلاثاء.

وأعلنت مجموعات قبلية بليبيا،  وقف إنتاج النفط وتصديره من الحقول الموجودة بمناطقها الواقعة جنوب، وجنوب شرقي البلاد.

وفي بيانات منفصلة قالت مجموعات قبلية من داخل حقل “الشرارة” النفطي، وحقل “النافورة” جنوبي البلاد، إنهم قرروا وقف الإنتاج حتى تتم الاستجابة لمطالبهم، أبرزها “خروج حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة من المشهد وتسليمها السلطة للحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا”.

وطالبت البيانات “بضمان التوزيع العادل للموارد النفطية بشكل متساو بين المناطق الليبية كافة ودعم الجهات المختصة للوصول إلى الانتخابات المقبلة بعيدًا عن طمع حكومة الدبيبة”، حسب قولهم.

ويأتي هذا التطور عقب ساعات من خطوة مماثلة صدرت عن أعيان منطقة الزويتينة (وسط) وأعيان الجنوب، أعلنوا فيها “إيقاف إنتاج وتصدير النفط من الحقول والموانئ بمناطقهم لحين تسليم حكومة الوحدة برئاسة الدبيبة السلطة لحكومة باشاغا”.

وأيضا أعلنت مؤسسة النفط الليبية، “حالة القوة القاهرة” بحقل الفيل النفطي (جنوب) بسبب توقف الإنتاج الناجم عن إعلان قفل النفط بالحقل،.

كانت وزارة النفط بحكومة الوحدة الوطنية، قد دعت جميع الليبيين لـ”إعلاء المصلحة الوطنية وعدم الاستجابة لأي طرف سياسي للزج بقطاع النفط في أتون المعركة السياسية لتحقيق مكاسب”.

وقالت الوزارة في بيان إنه “سينجم عن تلك الإقفالات خفض الإنتاج قسرا ما يمنع الحصول على عوائد مجزية منتظرة عن بيع النفط والغاز مستفيدين من الارتفاع الحاصل في الأسعار العالمية”.

وتابعت: “ذلك يشكل تفويت فرص ربحية وإضاعة دعم الخزينة العامة والاحتياطي النقدي بالعملة الصعبة”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الإقفال سيكون له “أضرار بموقع المؤسسة الوطنية للنفط في الأسواق العالمية نتيجة لعدم تمكنها من تنفيذ التزاماتها، وكذلك الإضرار بالمكامن والبنية التحتية والتسهيلات السطحية للمنشآت النفطية التي هي في حالة حرجة وتعاني من مشاكل فنية عدة وبحاجة إلى أعمال للصيانة”.

وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وسط مخاوف من الانزلاق لحرب أهلية على خلفية تنصيب مجلس النواب في طبرق، فتحي باشاغا رئيسا للحكومة الجديدة بدلا من حكومة يرأسها الدبيبة والذي يرفض تسليم السلطة إلا إلى حكومة تأتي عن طريق برلمان جديد منتخب.