عادت أكوام النفايات لتعكر صفو الحياة بالرغاية، مولدة سخطا واستياء كبيرين لدى الكثيرين ممن أثاره عجز السلطات المحلية عن التحكم في تزايد نقاط انتشارها خاصة بمحاذاة الأسواق وورشات البناء، رغم الجهود المبذولة طوال الفترة الماضية في سبيل إعادة الوجه الجمالي للمنطقة التي استفادت أيضا من أشغال تهيئة مست الشوارع والأحياء وأخضعت الطرقات لإعادة التأهيل مع تزفيت عدد منها، وهذا موازاة مع عمليات التعقيم التي بادرت إليها على مدار أكثر من خمسة أشهر بالتعاون مع المجتمع المدني، والتي فشلت في تكريس النظافة لقلة الحاويات ومعها عمال النظافة الذين بالكاد أثبتوا حضورهم في أيام جمع القمامة.
أضحى الوضع البيئي بالرغاية مهددا بسبب أكوام النفايات الصلبة المتكدسة في كل زاوية وركن دون أن تتمكن مصالح البلدية من التحكم في الوضع بسبب نقص عدد عمال النظافة التابعين إليها، الأمر الذي جعل السكان يشيرون في معرض شكواهم إلى هذه المستجدات التي أساءت إلى أحيائهم التي كانت تتمتع بقدر لا بأس به من النظافة، وقد زادتها التهيئة الأخيرة بهاء، داعين السلطات إلى إجبار المتورطين في هذه المظاهر التشويهية على تحمّل مسؤولياتهم والعمل على تصريف سليم لمخلفاتها الصلبة، معربين عن استيائهم للوضع الذي آلت إليه شوارعهم على خلفية النفايات الصلبة المنتشرة في كل مكان، داعين السلطات البلدية إلى التدخّل العاجل لرفع النفايات المتراكمة، والعمل على تنظيف الوضع الذي تأثر كثيرا بمخلفات هذه النفايات وبقايا ردوم الأشغال وغيرها و التي حولت المكان إلى منطقة ملوّثة تنبعث منها الروائح الكريهة مع السعي لإعادة الوجه الجمالي لهذا الحي الذي استفاد مؤخرا من عملية إعادة التهيئة، مست فيها العمارات والمباني وحتى الفضاءات من خلال إعادة طلاء الجدران الداخلية للسلالم والخارجية منها، وإعادة تزفيت الأسطح وصيانتها لتفادي تسرّب مياه الأمطار إلى داخل المنازل وغيرها من الأشغال وحولت المكان إلى تحفة فنية لم تدم طويلا بسبب التصرفات غير الحضرية للبعض ممن جعل المحيط البيئي آخر اهتماماته، وهو سلوك لم يقتصر فقط على أصحاب الورشات وإنما تعداه إلى بعض السكان الذين لا يمتثلون للأوقات المتفق عليها لإخراح نفاياتهم المنزلية في مقابل عجز عمال النظافة عن السيطرة على الوضع بحكم قلة عددهم مقارنة بأكوام النفايات. إسراء. أ
