النظام الغذائي عامل مساعد للحد من سرطان الثدي

elmaouid

تقول عديد الدراسات إن الغذاء قد يسبب سرطان الثدي، كما أن ما من طعام معين قد يحمي منه، تبرز الحاجة إلى المزيد من الدراسات حول العلاقة بين الإصابة بسرطان الثدي والتغذية، لكن مما لا شك فيه أن ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي قليل الدهون وغني بالخضر والألياف والحفاظ على وزن صحي، كلّها عوامل تساعد على الحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو من خطر عودته وفق دراسة خبراء التغذية.

كما أن اتباع نمط حياة صحي ينعكس إيجاباً في كل الحالات على الصحة والنشاط. فالنظام الغذائي الصحي ليس ضرورياً قبل الإصابة بالمرض فحسب، بل له أهمية كبرى في حال الإصابة بالمرض واتباع العلاج للحد من الآثار الجانبية وتجنب عودة المرض وتأمين الطاقة للجسم لمكافحته.

 

النظام الغذائي الذي يمكن أن يحد من خطر الإصابة

يقول خبراء التغذية إن معدل خمس أكواب على الأقل من الخضر والفاكهة في اليوم، يؤمّن للجسم الكثير من الفيتامينات والمعادن والألياف مع عدد قليل من الوحدات الحرارية.

إضافة إلى الخبز الكامل الغذاء والحبوب والمكسرات والبذور والأرز والمعكرونة والبطاطا، وينصح باختيار الأطعمة الكاملة الغذاء قدر الإمكان، فهي أساسية لتأمين الطاقة للجسم، من هنا تظهر أهمية تناولها في كل وجبة.

أما الحليب ومشتقاته، فينصح الخبراء أن يتم اختيار المنتجات القليلة الدسم، خصوصاً في حال انفتاح الشهية. أما في حال نقص الشهية والنحول الزائد فيمكن تناول الحليب الكامل الدسم ومشتقاته.

وبالنسبة للحم والسمك والبيض والحبوب كمصادر للبروتينات، إضافة إلى مصادر أخرى غير حيوانية للبروتينات فيكفي القليل منه.

مع وجوب تجنب المشروبات والأطعمة الغنية بالسكر قدر الإمكان. يمكن تناولها بشكل استثنائي، فهي لا تعطي إحساساً بالشبع ولا تؤمّن مكونات غذائية يحتاجها الجسم فيما تعتبر غنية بالوحدات الحرارية.

وبدلاً من التركيز على نوع معين من الطعام وتناوله بكميات كبيرة، من الأفضل الاعتماد على نظام غذائي متوازن ومتنوع.

 

 

الغذاء بعد الخضوع للجراحة

إذا كنت تتعافين بعد الخضوع للجراحة، أو إذا كنت تخضعين لعلاج كيميائي أو لعلاج بالأشعة أو غيرهما من علاجات سرطان الثدي، يبقى هدفك الأساسي هو التخلص من المرض والتعافي بشكل تام.

في هذه الحالة يؤمن لك النظام الغذائي الصحي الطاقة والقوة لتكافحي المرض بشكل أفضل من خلال تأمين كل المكونات الغذائية التي يحتاجها جسمك.

يصعب تحديد ما سيكون رد فعل جسمك عند الخضوع إلى العلاج الكيميائي، فقد تأكلين بشكل عادي، أو يمكن أن تتغيّر عاداتك الغذائية نتيجة الآثار الجانبية للعلاج. وغالباً ما تتغير معدلات الشهية والعادات الغذائية مرات عدة أثناء الخضوع للعلاج الكيميائي.

لكن إذا كانت شهيتك محدودة، من الأفضل أن تتناولي كميات قليلة وبشكل متكرر بدلاً من محاولة تناول وجبة كبيرة من دون أن تنجحي في ذلك.

ويستحسن تناول 5 وجبات صغيرة أو 6 في اليوم بدلاً من 3 وجبات كبيرة.

وتناولي مخفوق الحليب والعصير والحساء والعصير المثلّج بدلاً من التركيز على تناول أطعمة صلبة لا تحبينها.

وفي هذه المرحلة بشكل خاص يجب أن تتعلمي الاستجابة إلى حاجات جسمك، قد تستمرين في الاستمتاع بالطهو والأكل، ويمكن ألا تتأثر شهيتك بالعلاج، كما يمكن أن تمر أيام لا تشعرين فيها بالرغبة في تناول أي طعام، وأخرى تكون فيها شهيتك زائدة.

حتى أن ثمة أياماً تشعرين فيها بالرغبة في تناول أطعمة معينة. من المهم أن تركزي عندها على نظام غذائي صحي مرن يتناغم مع حاجات جسمك المتبدلة في هذه المرحلة ورغباتك.

وينصحك الخبراء بأن تتناولي الوجبة الكبيرة الغنية بالمكونات الغذائية متى شعرت بتحسن وبمزيد من الطاقة في أي وقت كان خلال النهار.

وعليك باختيار الأطعمة الغنية بالمكونات الغذائية القليلة الوحدات الحرارية.

مع وجوب حفظ أطعمة سهلة وسريعة التحضير. فبعض الوجبات الصغيرة الصحية تؤمّن لك المزيد من البروتينات والوحدات الحرارية.

وتناولي الفيتامينات المتعددة بعد استشارة الطبيب إذا كنت لا تؤمنين كل حاجات جسمك من الغذاء.

في حال الشهية الزائدة

فيما تتراجع شهية البعض في مرحلة العلاج، يواجه البعض الآخر مشكلة الشهية الزائدة بسبب بعض الأطعمة التي يتم تناولها، ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن في حال عدم التعامل بالشكل المناسب مع هذه الحالة. لتتجنبي زيادة الوزن:

اختاري الأطعمة والمشروبات القليلة الدسم.

أكثري من تناول الخضر والفاكهة.

احذري من كمية السكر في بعض الأطعمة الخاصة للحمية وتجنبي المشروبات الغنية بالسكر.

مع الإكثار من السوائل، خصوصاً الماء والشاي بالأعشاب كالنعناع والزنجبيل. علماً أن تناول رشفات صغيرة من وقت إلى آخر يبقى أفضل من تناول كميات كبيرة دفعة واحدة.

 

جفاف الفم والعلاج الكيميائي

ينصح الأطباء بتنظيف الأسنان بفرشاة ناعمة بعد الأكل، إضافة لاختيار أطعمة كالحساء والسوائل والمشروبات المثلجة، من الأفضل تجنب الأطعمة المالحة والغنية بالتوابل.

الغذاء الأمثل لمرحلة ما بعد الجراحة

يشعر الكثير بالقدرة على تناول أي طعام في اليوم التالي للجراحة وتزيد الشهية يوماً بعد يوم، علماً أن التغذية المناسبة تساعد على استعادة الطاقة وتعافي الأنسجة، على أن يكون النظام الغذائي متوازناً مع أنواع الأطعمة المفضلة للمريضة في هذه المرحلة.

الحميات البديلة… ما لها وما عليها

تلجأ بعض النساء اللواتي أصبن بسرطان الثدي إلى حميات بديلة ظناً منهن أنها قد تخفف من خطر عودة المرض، علماً أن هذا النوع من الحميات يشجع على تناول أطعمة معينة فيما تمنع أخرى.

في الواقع ما من أساس علمي لهذه الحميات، وليس هناك ما يؤكد دورها في منع عودة الإصابة بالسرطان، فيما تؤكد دراسات عدة أهمية الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

في المقابل، يمكن الحميات البديلة أن تكون مكلفة ولا تؤمّن في الوقت نفسه المكونات الغذائية التي يحتاجها الجسم لكونها صارمة، ما قد يؤدي إلى مشكلات أخرى كفقر الدم وترقق العظام.

التغير في حاسة الذوق مشكلة تعانيها مريضات السرطان

من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي التغيرات في حاسة الذوق، مما يجعل مذاق الأطعمة مختلفاً. في هذه الحالة يُنصح بإضافة الأعشاب والتوابل أو اختيار الأطعمة المنكّهة. قد يكون من الأفضل تجربة أطعمة عدة قبل اختيار الطعام المفضل.

حتى أن العلاج الكيميائي قد يسبب مذاقاً معدنياً في الفم. لذا من الأفضل استعمال الأواني البلاستيكية عند الأكل والطهو بأوانٍ زجاجية للحد من هذه الحالة.