من يعتمد عمله على جسمه، يحتاج إلى نظام غذائي يناسب طبيعة عمله، وقد يبدأ بكربوهيدرات يكون هضمها بطيئاً لإعطاء طاقة تستمر فترة أطول، ولكن قلة من أصحاب المهن “الفكرية” يسألون أنفسهم عن الأغذية والمشروبات التي تساعدهم على اتخاذ القرارات الصائبة وتقوي تركيزهم وتخفف توترهم العصبي.
وهذا خطأ كبير لأن ما نُدخله في أجسامنا يؤثر في أدمغتنا التي لا تزن إلا 2 إلى 3 في المئة من الجسم، لكنها تستهلك 25 إلى 30 في المئة من الطاقة المتوفرة مما نأكله، وفي هذا المقال نستعرض ما يحتاج الدماغ إلى الإكثار أو التقليل منه لكي يعمل على أحسن وجه ممكن:
ماء أكثر
شرب كميات كافية من الماء أمر بديهي، لكنّ كثيرين لا يفعلون ذلك، فالدماغ يحتاج إلى نحو 500 مليلتر من الماء عن كل 13.6 كلغم من وزن الجسم، وبالتالي فإن الرجل الاعتيادي البالغ وزنه 75 كلغم يحتاج الى 2.75 لتر من الماء كل يوم، وهذا هو الحد الأدنى المطلوب لتفادي أي تأثير ضار بالذاكرة والتركيز واتخاذ القرارات.
مزيد من الخضروات والحبوب
المعروف أن الأغذية الغنية بالمغنيزيوم يمكن أن تقمع إنتاج هرمون الكورتيزول، ولكن الضغط النفسي يتسبب في نضوب مخزون الجسم من المغنيزيوم.
الحبوب الكاملة والفاصوليا بأنواعها والخضروات الورقية مصدر جيد للمغنيزيوم وكذلك المكسرات والبذور، ولكن هذه المصادر الطبيعية لا تكون دائماً كافية، ولهذا يمكن إضافة مكملات تساعد على التعويض عن النقص.
تونة أقل وسلمون أكثر
سمك السالمون وغيره من الأسماك الدهنية مثل الأسقمري البحري عظيمة الفائدة للدماغ بسبب ما تحتويه من حوامض أوميغا ـ 3 الدهنية الضرورية وفيتامين بي ـ 12 وبروتين. وتساعد المغذيات الموجودة فيها على نمو خلايا الدماغ، ويمكن أن تمنع تراجع القدرات الذهنية. من جهة أخرى يمكن للأسماك المدَخنة والأسماك الغنية بالزئبق مثل التونة وابو السيف أن ترفع مستوى المواليات للأكسدة في الجسم وتتلف خلايا الدماغ.
راحة أكثر وعطش وجوع أقل
الإنهاك يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات تؤثر سلباً على طريقة التعامل مع الآخرين واتخاذ القرارات، لذا لا بد من إيجاد الوقت لراحة الجسم والعقل بدرجة كافية. ويصح الشيء نفسه على الجوع والعطش، فهما يدفعان الدماغ إلى العمل بنمط البقاء، فيسحب الدم من القشرة العقلانية إلى تلك المنطقة من الدماغ التي تتحكم بوظائف أساسية نعتمد عليها في شؤوننا اليومية مثل ارتداء الملابس والذهاب إلى العمل، ولكن على حساب وظائف تنفيذية أعلى مثل حل مشاكل معقدة والتفكير المرن والخلاق وضبط المشاعر ومنع المواقف المنحازة.
إذا كان اجراء تغيير جذري في النظام الغذائي لتحقيق هذه الأهداف يبدو متعذراً، فإن اجراء تغيير واحد في السلوك لتقوية صحة الدماغ يمكن أن يُحدث فارقاً كبيرا.
ق. م