الطهارة مطلب شرع ومظهر حضاري جاءت الشريعة الغراء لتجعله من أسس الإيمان وسبيل إلى رضى الرحمن والنظافة في الإسلام لها مجالات عدة ترقى بالمسلم والمسلمة ليكون شامة في مجتمعه عنوانا للجمال والكمال ، فما عُلم لأمة من الأمم النظافة فيها شطر الإيمان إلا شريعة الكمال والجمال، فعن أبي مالكٍ الحارث بن عاصم الأشعريِّ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ” الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمان، والحَمدُ لله تَمْلأُ الميزَانَ، وَسُبْحَانَ الله والحَمدُ لله تَملآن أَوْ تَمْلأُ مَا بَينَ السَّماوات وَالأَرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدقةُ بُرهَانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والقُرْآنُ حُجةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ. كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائعٌ نَفسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُها ” رواه مسلم. ولا شكّ أن هذا الإيمان ذو خصال كثيرة، وأحكام متعدّدة، غير أنها منحصرة فيما ينبغي التنزّه والتطهّر منه، وهي كلّ ما نهى الشرع عنه، وفيما ينبغي التلبّس، والاتصاف به، وهي كلّ ما أمر الشرع به، فهذان الصنفان عُبّر عن أحدهما بالطهارة على مستعمل اللغة، وهو كما قد روي مرفوعًا: “الإيمان نصفان: نصف شكر، ونصف صبر” وقال السنديّ رحمه اللَّه تعالى: وَذَكَرُوا في توجيهه وجوهًا لا تناسب رواية الكتاب: منها: أن الإيمان يطهّر نجاسة الباطن، والوضوء يطهّر نجاسة الظاهر، ومن أجل نظافة وطهارة الأبدان شرع الله تعالى سنن الفطرة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عشر من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية، والسواك والاستنشاق بالماء، وقص الأظفار وغسل البراجم، ونتف الإبط وحلق العانة، وانتقاص الماء”. يعنى الاستنجاء بالماء. قال زكريا قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. رواه مسلم. ومن النظافة شرع الله تعالى الوضوء خمس مرات في كل يوم وليلة وجعله شرط في صحة الصلاة عن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “لاَ يَقْبَلُ اللهُ صَلاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ” أخرجه البخاري.