النظافة من الإيمان

النظافة من الإيمان

 

من الأمور التي اهتم بها الإسلام نظافة الهندام والمظهر الخارجي، فحث على أن يرتدي المسلم ملابس نظيفة جميلة: قال الله سبحانه وتعالى ” يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” الأعراف: 31. وها هو صلى الله عليه وسلم يرى رجلاً وعليه ثياب وسخة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال: “رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا شَعِثا، فقال: أما كان يجد هذا ما يُسكِّنُ به شعرَه؟ ورأى آخر عليه ثيابٌ وَسِخة، فقال: أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه؟”. أَخرجه أبو داود.

التَّجمُّل وإظهار نِعَمِ الله هو من الشُّكر الذي أمَرَنا اللهُ به، سواء كان ذلك في المَلبس أو المطعم أو المَرْكب، فالله يحبُّ أن يَرى أثرَ نعمتِهِ على عبده عن أبي الأحوص، أن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشعث، سيئ الهيئة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أما لك مال؟” قال: من كل المال قد آتاني الله عز وجل، قال: “فإن الله عز وجل، إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن ترى عليه” ” أخرجه أحمد. ونظافة الثياب من الأمور التي يحبها الله جل جلاله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: “لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّة مِنْ كِبْرٍ!” فَقَالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَناً، ونَعْلُهُ حَسَنَةً؟ قَالَ: “إنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ، الكِبْرُ: بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ” رواه مسلم..

وقد حكم الإسلام بأن طهارة ثياب المصلي كطهارة بدنه شرط في صحة صلاته قال تعالى: ” وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ” المدثر: 4 سورة المدثر. وقد امتثلَ الصحابةُ رضوان الله عليهم ثم السلفُ الصالح من بعدهم نهجَ نبيِّهم عليه الصلاة والسلام وتوجيهاته وحُسن التأسِّي به؛ فهذا عُمر رضي الله عنه يقول: “مروءةُ الرجل نقاءُ ثوبه”. وكان ابن مسعود يُعجِبُه إذا قام إلى الصلاة الرِّيحُ الطيبة والثيابُ النقيَّة.