النظافة في الإسلام

النظافة في الإسلام

الإسلام دين الجمال والكمال، حثَّ على النظافة والطهارة؛ قال تعالى: ” لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ” التوبة: 108، وقال تعالى: ” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ” البقرة: 222. والنظافة تشمل نظافة البدن والثياب والمكان، أما نظافة البدن فقد اهتمَّ الإسلام بطهارة بدن الإنسان منذ ولادته إلى وفاته، فإذا ولد أمر بختانه وحلق رأسه، وإذا مات غُسِّل وأحسن كفنه وطيبه. فإذا حان وقت العبادة ” الصلاة” أمر بالوضوء، والوضوء لا يقل عن خمس مرات يوميًّا وهو نظافة وطهارة للأعضاء التي يكثر ظهورها؛ روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ”.والغسل وهو تعميم البدن بالماء، فلا أقل من مرة بالأسبوع، قال عليه الصلاة والسلام: “حقٌّ على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يومًا، يغسل فيه رأسه وجسده” متفق عليه. وإذا ظهرت من الجسد رائحة العرق، فمطلوب من المسلم تنظيفه بالماء؛ سواء كان بالبدن أو الثياب؛ روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ يَوْمَ الْجُمُعَة مِنْ مَنَازِلِهِمْ والْعَوَالِي، فَيَأتُونَ في الغُبَارِ، فَيُصيبُهُمْ الغُبَارُ والْعَرَقُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ العَرَقُ، فَأتى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنْسَانٌ مِنْهُمْ وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ” لَوْ أنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا”.وأما نظافة الثياب فقد وردت النصوص الشرعية في ذلك؛ قال تعالى: ” وَثِيَابَكَ فَطَهِّر ”  المدثر: 4، قال محمد بن سيرين: أي اغسلها بالماء، روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ”، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنة، قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ”.