النصيحة مهارة

النصيحة مهارة

 

إن النصيحة مهارة يجب التدرب عليها وإتقانها، لأن إتقان النصيحة من الحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن التي أمرنا لله بها في قوله تعالى: ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ” النحل: 125. إن للنصيحة قوانين وأسسً هامة جدًّا يجب علينا الإلمام بها ومنها:

– يجب على الناصح أن يكون قدوة حسنة فلا يخالف قوله عمله ونيته. قال الله تعالي: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ” الصف: 2.

– يجب أن يكون الناصح رفيقًا لينًا قال الله تعالى: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ” آل عمران: 159. وعن أمنا عائشة رضي الله عنها: أَن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ ” رواه مسلم.

– يجب على الناصح أن يختار الوقت المناسب للنصيحة.

– على الناصح ألَّا يدخل عامل الزمن في معادلة النصيحة فقد تتأخر الاستجابة وقد استمر نبي الله نوح صلى الله عليه وسلم ألف سنة إلا خمسين عامًا.

– يجب على الناصح أن يعلم تمام العلم أن مهمته فقد هداية الإرشاد وليس عليه تحقيق النتائج أما هداية التوفيق فهي من الله فقط. قال الله تعالى: ” لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ” البقرة: 272.

– يجب على الناصح أن يستعين بالله ويسأله التوفيق والسداد ويدعو للمنصوح بالهداية.

الأستاذ احمد بن صالح