النصيحةُ في حياة المسلم

النصيحةُ في حياة المسلم

 

النصيحةُ أو الوصيةُ من خصائص هذا الدين، وهي من دعائم استقامة الأمَّةِ واستقرارها، وعلامةٌ من علاماتِ النضجِ الفكري لمن يؤديها، ولمن يتقبلُها.. وهم بذلك أقربَ بإذن الله إلى الفوز بمحبة اللهِ ورضاه.. والنصيحةُ والوصيةُ مبدأٌ شرعيٌ راسخٌ، وقاعدةٌ إسلاميةٌ صُلبة، فالإنسان لا يقومُ بمفرده، ولا يعيشُ لوحده، ولا بدَ له من التعاون والتكامُلِ والتناصُحِ والتواصي مع غيره، قال جريرٌ بن عبد الله رضي الله عنه: “بايَعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فاشتَرط عليَّ النصحَ لكلِّ مسلم”.. وعلى هذا فالنصيحةُ واجبةٌ بالقدْر الذي يَعلمهُ المسلمُ من دينه، وبحسبِ إمكانياته ومسؤوليته.. ومن أجل هذا؛ فإنه ينبغي على المسلم أن يسعى في نُصحِ إخوانهِ وأهل زمانه، فإن للنصيحةِ أثرٌ عظيم، ونفعٌ كبير؛ قال تعالى ” وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ” العصر: 1 – 3.

والنصيحةُ والوصيةُ من حقِّ المسلم على المسلم إذا طلَبَها ففي صحيحِ مُسلمٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “حَقُّ المسلم على المسلم ستٌّ، وعدَّ منها: وإذا استنصحَكَ فانصَح لهُ.. فواجبٌ علينا أن نقدمَ النصيحةَ لكلِّ من يحتاجُها، وواجبٌ أن نُصغَي لنصيحةِ الناصِح، وأن نُتلقاها بالقبول.. قال تعالى ” فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ” الزمر: 17، 18. ومن نافلة القول أن النصيحةَ والوصيةَ ينبغي أن تكونَ خَالِصةً لوجه اللهِ تعالى، وأن يكونَ دَافِعُها وباعثُها الصدق ومَحبةُ الخير، وأن يختارَ لها الوقتَ المناسبَ وأن تكونَ سِرٍّا.. وأن تكون بأحسنِ الألفاظِ وأحكمِها، وأرقِ العباراتِ وألينها.. قال عزَّ وجل ” فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ” طه: 44.