يأتي عيد الفطر المبارك ليلتقي الأهل والأصدقاء على مدى 3 أيام، لتبادل التهاني والاستمتاع بالحلويات والمأكولات الشهية.
ويُصبح من غير الواقعي الحديث عن الالتزام بنظام غذائي صارم في هذه الأجواء الاحتفالية، حيث تُقدم أصناف خاصة وتقليدية من الأطعمة والحلوى، نرتبط بها عاطفيا على مدار الأجيال.
فلا أحد من الخبراء يطالبك بالتشديد على نفسك في العيد؛ فما عليك فقط هو التحلي بالاعتدال، وعدم تناول كل شيء يوضع أمامك.
وينصح خبراء التغذية باتباع السنّة النبوية، وبدء يوم العيد بشرب الماء وتناول التمر للتزود بالألياف والسكر الطبيعي والبوتاسيوم والمغنيسيوم، وتعزيز الطاقة التي يحتاج إليها الجسم بعد الصيام.
وللمساعدة في الانتقال الآمن من خصوصية شهر الصيام الغذائية إلى الأيام العادية، وتحويل العيد إلى نقطة انطلاق نحو أسلوب حياة أكثر صحة؛ نتناول بعض النصائح العملية المُقدمة من الخبراء، ومن موقع “أكسفورد أونلاين فارماسي” البريطاني.
اكسر صيامك بحكمة
لأن جسمك قد تكيّف على عدم تناول الطعام لمدة طويلة، يوصي المختصون بألا تضغط عليه كثيرا بالأطعمة الغنية بالدهون على نحو مفاجئ، وينصحون “بالانتقال من النمط الرمضاني إلى النمط المعتاد ببطء، لتجنب الانتفاخ ومشاكل الجهاز الهضمي الأخرى حيث تتقلص المعدة بسبب الصيام، وتقلّ قدرتها على هضم الكثير من الطعام”؛ ويصبح من الأفضل “العودة إلى تناول 3 إلى 4 وجبات مُوزعة على مدار اليوم، والحد من الوجبات السريعة والدسمة التي غالبا ما يتناولها الناس خارج المنزل، ويكون الجسم أكثر عرضة لعسر الهضم وحموضة المعدة بعد شهر الصيام”.
تنويع الطعام
يؤكد الخبراء أهمية تنويع الطعام للحصول على العناصر الغذائية المفيدة، والاستغناء عن تناول الفيتامينات والمكملات.
فبدلا من الانغماس في الأطعمة الدسمة والحلوى المرتبطة بالعيد، يوصي الخبراء “بمحاولة الإكثار من تناول مصادر الألياف” كالفاكهة والخضروات النيئة والمعصورة، والخضار المطبوخ أو على هيئة حساء، والحبوب والفاصولياء، والمكسرات”، بالإضافة إلى السمك المشوي والدجاج المنزوع الجلد واللحوم القليلة الدهون وغير المُصنّعة، والبيض والزبادي غير المُحلى، ومحاولة استبدال التمر والتين المجفف والفاكهة المجففة التي كان من المعتاد تناولها في رمضان لغناها بالحديد والألياف ومضادات الأكسدة؛ بالكعك المملوء بالسعرات الحرارية لمساعدة الجسم على التعافي بشكل صحي.
شرب الماء أمر حيوي
يُعدّ شرب الماء أمرا حيويا لمنع الجفاف بعد فترة طويلة من الصيام، لذا، يجب التأكد من شرب كمية كافية من الماء بعد رمضان لأن الجسم يستمر في فقدان الماء والأملاح من خلال التنفس والتعرق والتبول.
لذلك ينصح الخبراء بالتأكد من “تناول الماء بكثرة، وعصير الليمون، أو أي عصير طبيعي، أو غيرها من السوائل التي تساعد في ترطيب الجسم، واستعادة السوائل التي خسرها في شهر الصيام”.
لا تتوقف عن الصيام
ينصح الخبراء بالاستمرار في الصيام بانتظام، من مرة إلى مرتين في الأسبوع لأنه صحي للجسم، لما يحققه من فوائد جسدية وعقلية، كتحسين الذاكرة والنوم والتركيز وزيادة الطاقة، وتسريع عملية التمثيل الغذائي، وفقدان الوزن، إذ يسمح للجسم بحرق الخلايا الدهنية بشكل أكثر فعالية من اتباع نظام غذائي منتظم.
بالإضافة إلى المساعدة في تسريع إزالة النفايات التي خلفتها الخلايا الميتة والتالفة من الجسم، ويعتقد العلماء أن فشل الجسم في التخلص من هذه الفضلات الزائدة بشكل منتظم يؤدي إلى ظهور أمراض مزمنة، مثل السرطان والسكري والقلب والأوعية الدموية.
كما ينصح هؤلاء بتكرار الصيام لأنه مفيد من أجل التعود وتجهيز الجسم لصيام رمضان المقبل، من دون الشعور بتغيير كبير في النظام المعتاد.
فرصة للإقلاع عن التدخين إلى الأبد
يعدّ شهر رمضان فرصة مثالية للإقلاع عن التدخين تدريجيا خاصة للمدخنين الذين يعتزمون ذلك، وصولا إلى الحد منه تماما في نهاية المطاف، وعدم الاستسلام لإغراءات العودة إليه بعد انتهاء شهر رمضان، بل محاولة استبداله بعادة صحية تفيد في الابتعاد عنه أكثر، مثل ممارسة التمارين الرياضية.
عُد إلى التمرين بالتدريج
لأن معظم الناس يميلون إلى تخفيف التمارين الرياضية في رمضان، يجب أخذ الوقت الكافي للعودة تدريجيا إلى مستوى التمرين الطبيعي، والبدء بالتمارين الخفيفة مثل المشي أو اليوغا أو أي نوع من تمارين “الكارديو”، ولكن من دون إرهاق حفاظا على احتياطي الطاقة اللازم لتعافي الجسم، وتقوية العضلات واستعادة النشاط شيئا فشيئا بعد شهر من الانقطاع عن ممارسة الرياضة بانتظام، وفقا لتوصية الخبراء.
ق. م