لا يقف النباتيون موقفًا إيجابيًا من قضية الرفق بالحيوان فحسب، وإنما يتعدون ذلك إلى مواقف إنسانية أخرى متعلقة بالعنصرية، وبالموقف من اللاجئين والأحكام المسبقة.
سيغص آكلو اللحم بقطعه في أفواههم، بحسب باحثين ألمان من جامعة ماينتز كانوا يقرأون نتائج الدراسة التي أعدوها حول المواقف الإنسانية اليومية للبشر، إذ توصلوا إلى أن النباتيين أفضل خلقًا وإنسانية من غيرهم.
أكثر إنسانية
هذا ليس كل شيء، لأن “الفيجيتاريان” و”الفيغان” يتعاملون بإنسانية أكثر مع الأقليات القومية والدينية، ولا يؤيدون أساليب فرض الرأي على الآخرين، ويقفون بوجه محاولات الهيمنة الاجتماعية، ولا يتمسكون كثيرًا بالعادات والتقاليد البالية.
توصل الباحثون إلى هذه النتائج عبر استطلاع للآراء شمل 1500 ألماني من الجنسين، من أعمار تتراوح بين 12 و86 سنة، ومن مختلف المشارب الاجتماعية. اتضح من الاستطلاع أن النباتيين يقفون مواقف إنسانية واجتماعية أفضل من آكلي اللحوم، ولا يطلقون أحكامًا مسبقة على الآخرين، كما أن النباتيين المتشددين (فيغان) أفضل من النباتيين الاعتياديين (فيجيتاريان) في القضايا والمواقف التي سئلوا عنها.
وذكرت الباحثة سوزانة سنغر، التي شاركت في الدراسة، أن الرجال يقفون في القضايا الإنسانية والاجتماعية أفضل من النساء. ويعود السبب في ذلك إلى أن الرجال يعتمدون عادة التغذية النباتية لأسباب أخلاقية، تتعلق بالرفق بالحيوان وحماية البيئة، في حين تميل النساء إلى اعتماد التغذية النباتية لأسباب صحية وأخرى تتعلق بالرشاقة. وتنطبق هذه الحال، أي تفوق النباتيين على اللحميين، في معظم المواقف التي تتعلق بالحياة.
كبار السن يتقبلون الهيمنة
يقول معدو الدراسة إن ذلك لا يعني أن آكلي اللحم غير إنسانيين، ويقفون سلبًا من القضايا الاجتماعية المعاصرة، لكنّ النباتيين أفضل منهم. وهذا لا يعني أيضًا أن النباتيين أفضل من غيرهم فقط لأنهم لا يتناولون اللحوم، ويرفضون ذبح الحيوانات.
من ناحيتها، قالت الدكتورة بيترا فيزر من جامعة ماينتز، التي شاركت في الدراسة، إن النباتيين لا يتمسكون بالتقاليد القديمة ويرفضون الهيمنة على الآخرين. وكان كبار السن أكثر ميلًا من الشباب للتمسك بالتقاليد وتقبل الهيمنة، لكن عدم وجود الأحكام المسبقة شمل النباتيين من كافة الفئات العمرية.
كان المتغذون على كل شيء (اللحميون) يشكلون 35 %، والفيجيتاريون 31 %، والفيغان 34 % ممن شملتهم الدراسة. وأكدت فيزر أن هذه النسب لا تمثل النسب الحقيقية، لأن النباتيين (8 ملايين) يشكلون 12 % من مجموع سكان ألمانيا. لكنّ الباحثين رغبوا في اشراك أكبر نسبة ممكنة منهم في الاستطلاع.
آلام روماتيزم أقل
أكد البروفيسور اولاف آدم، من جامعة ميونخ، أمام المؤتمر الدولي حول الروماتيزم في العاصمة الألمانية برلين، أن التغذية النباتية أفضل من بعض الأدوية في معالجة آلام الروماتيزم، وأن نسبة عالية من مرضى الروماتيزم، بحسب رأيه، لا يتناولون ما يكفي من الخضروات، ويعتمدون على الوجبات الجاهزة والمبالغ في طبخها، ولا غرابة حينها أن يتفاقم مرضهم.
وتثبت دراسة جديدة أجراها الطبيب المختص بأمراض المفاصل أن 40 % من مرضى الروماتيزم يعانون سوء التغذية. ويعاني هؤلاء، إضافة إلى ذلك، نقصًا في الفيتامينات والكالسيوم، واستشراء ظاهرة عدم تحمل بعض أنواع الأطعمة.
وتتكاثر الأدلة على أن أطباق الطعام الخالية من اللحوم تنعكس إيجابيًا على تطور مرض الروماتيزم، إذ تحتوي اللحوم على الكثير من الأحماض الاراكدونية التي تؤدي دورًا مهمًا في تفاقم الالتهابات. هذا في حين يمكن للجوز والصويا أن تكبح جماح عملية الالتهاب بفضل أحماض الايكوسابتين التي تعادل تأثيرات الأحماض الأراكدونية.
ويحتوي الجوز على الكثير من الأحماض الدهنية اوميغا-3 التي تعرقل عمل الانزيم الالتهابي السايكلواوكسجينيز، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية غير المشبعة التي لا تعمل على كبح نشاط الأحماض الاراكيدونية التي يفرزها جسم الانسان فحسب، وإنما تعادل تأثير هذه الأحماض التي تتسلل إلى الجسم عبر التغذية.
… وجنس أفضل!
لا يختلف اثنان على وجود علاقة ظاهرة للتغذية بالنشاط الجنسي، لكن دراسة جديدة تقول إن النباتيين يتمتعون بالجنس أفضل من اللحميين. ونشرت مجلة “نو3” على صفحتها الإلكترونية نتائج استطلاع حول العلاقة بين التغذية والجنس تثبت أن تناول الفواكه والخضار يجعل الحياة الجنسية أفضل، ويعد بـ “طبخات” تنتج ولادات أكثر.
وذكر 66 % من النباتيين الذين شملهم الاستطلاع أنهم يؤدون عملًا جنسيًا جيدًا وبنشاط أكبر. ولم يتحدث عن ذلك سوى 55 % من الذين يقتاتون على اللحوم. وجاء في الدراسة المعنونة “التغذية موضة اليوم” أن 35 % يجدون التغذية أسلوبًا في الحياة وتعبيراً عن شخصياتهم.
وكانت التغذية الفيغانية في مقدمة “موضة التغذية”، تليها موضة الغذاء قليل السكريات، ثم التغذية الخالية من الحبوب، وأخيرًا تغذية الـ”باليو”، أي تغذية العصر الحجري. وشمل استطلاع “نو3” 1080 شخصًا من الجنسين، ومن مختلف العادات الغذائية.