ما يزال الناقلون بالعاصمة يتجرعون خسائر الأشهر التي التزموا فيها ببيوتهم من أجل المصلحة العامة، بقرار رئاسي بتجنب التجمعات التي من شأنها توسيع رقعة انتشار فيروس كورونا، ولم يستفيقوا بعد من الوضع الذي ألّم بهم بعد القرارات التي اُتخذت مؤخرا في إطار التدابير المفروضة حماية للمواطنين والتي لم تصب في مصلحتهم، كونها تمنع عنهم الربح، ضف إليها الزيادات التي مست سعر البنزين
ووضعتهم في موقف لا يحسدون عليه، ما جعلهم يناشدون السلطات العليا تخفيف وطأة الأمر عليهم، من خلال إعانات أو إعفاء ضريبي للسنة الجارية لتعويض الخسائر أولا وحمايتهم من نتائج الإجراءات التي سيلتزمون بها مستقبلا .
وجّه ناقلو العاصمة نداء إلى السلطات العليا لإتمام الإجراءات التي صبّت في مجملها في فائدة المسافرين دونا عنهم، كونهم لن يستطيعوا الصمود أمام الشروط المفروضة سيما مع غلاء أسعار البنزين، موضحين أنهم أساسا كانوا يعانون مشاكل بالجملة وكانوا يترقبون استجابة الوصاية لها لولا ظهور وباء كورونا الذي أرجا الكثير من القضايا إلى حين، ليصطدموا بمشاكل أخرى اعتبروها أكبر من قدرة تحملهم باعتبارها تكبح نشاطهم أمام غياب أي فائدة ترجى من هذا العمل، ويستحيل معها مجرد تغطية مصاريفهم التي أضحت كثيرة، فتحديد عدد المسافرين وبنفس التسعيرة مع غلاء سعر البنزين هو شرط تعجيزي بالنسبة لهم، ضف إليها الجهد الإضافي في تنظيف وسيلة النقل وتطهيرها بعد كل مشوار، مقترحين تسويات تصب في مصلحة المواطن دون الإضرار بالناقلين ممثلة في إعانات مالية أو إعفاء ضريبي لهذه السنة، وهي تسويات من شأنها تخفيف نسبة الخسائر التي تكبدوها طوال فترة الحجر الصحي التي مُنعوا فيها من ممارسة نشاطهم، وبالتالي تكبد مصاريف وأعباء إضافية تراكمت عليهم، معتقدين أن استئناف النشاط كان سيحررهم من هذه المسؤولية الملقاة على عاتقهم كونهم أصحاب عائلات قبل أن يصطدموا بالشروط المرفوقة لهذا الاستئناف .
ودعوا السلطات الوصية إلى ضرورة إعادة النظر في القرارات المتخذة أو تبني أخرى تخفف عنهم الضغط، إذ لا يمكنهم العمل وفق الشروط التي أقرتها الحكومة لأنه ليس باستطاعتهم تغطية المصاريف مقارنة بالربح.
إسراء. أ
