الناقد محمد الأمين بحري يفتح النار على دراما رمضان: أوجه الابتذال بدت بارزة

الناقد محمد الأمين بحري يفتح النار على دراما رمضان: أوجه الابتذال بدت بارزة

لم يكن الناقد محمد الأمين بحري رحيما وهو يعلق على محتوى الدراما التلفزيونية في موسمها لرمضان 2024، وهو الذي اعتاد على تقديم تحليله المفصّل عن كلّ ما يقدّم في هذا الشهر من أعمال، وغالبا ما يهاجم السطحية والاستسهال ويدعو إلى الجديد والمقنع مع الالتزام بكلّ فنيات الاحتراف.

وعلّق الدكتور بحري من خلال صفحته الإلكترونية على ما تم طرحه من أعمال درامية رمضانية لموسم 2024، مؤكّدا كعادته أنّه يحمل نفس التكرار والتدوير في السيناريوهات والمواضيع. ولا يزال هذا الناقد يرى أنّه رغم اختلاف أنماط الأعمال التلفزيونية بين الكلاسيكي والبوليسي والدراما الشعبية ودراما العائلة والسيتكوم الكوميدي، وأعمال هجينة، لا هوية ولا انتماء فني لها، إلاّ أنّها عرفت نوعا من النمطية التكرارية، التي جعلتها تدور حول نفس الثوابت، وتدور حول نفسها في أغلب الأعمال.

مما كتبه الأستاذ بحري “علامات درامية، أزمة الدراما الرمضانية 2024 وهاجس السقوط في الابتذال” في سباقها المحموم من أجل التراندينغ وحشد المتابعين، لم تستفق الدراما الجزائرية في موسمها الحالي إلاّ وهي تنحدر نحو أشكال غريبة من الابتذال كان يمكن تفاديها لو فكّرت في معيار الجودة وقيمة الفرجة لدى المشاهد، وليس الحصول على المناقصة لبيع السلعة في سوق المزايدة. لتضمن حصولها على أعمال الموسم القادم.. ورغم أنّنا في الحلقات الأولى فقط، إلاّ أنّ أوجه الابتذال بدت بارزة وأوضح من أيّ وقت مضى في وجه شاشة الدراما الجزائرية في موسم 2024.

وقف الكاتب عند ثلاثة عناصر هي “أزمة الابتذال الأولى وهي المركزية العاصمية” ويمكن القول، حسبه، إنّ المركزية العاصمية لجميع الأعمال الدرامية، قد جنت على الطاقات البشرية بشكل فظيع، إذ وفي حمى سباق الحصول على أعمال تحقق التراندينغ في المتابعة، لجأ المنتجون والمخرجون إلى اليوتيبرز والتيكتوكرز المنتشرين في الجوار.

ويضيف “رغم أنّها فرصة لتلك الوجوه السوسيوميديائية للبروز، إلاّ أنّ مشكلة التكوين باتت بارزة أكثر من أيّ وقت مضى، خاصة وأنّ الطاقات البشرية من الممثلين المنتشرين عبر الوطن، تفيض على الفائض، لكن المطلب المالي وعقدة المركزية التي سيطرت حتى على المتعاملين الخارجين عن العاصمة، جعلتهم يهرولون بأعمالهم نحو العاصمة، ناسين أو متناسين خصوصية العمل”.

وتحدّث الدكتور مثلا عن مسلسل “الرهان” الذي قدّم للمشاهد عجينة هجينة من اللهجات المختلفة، رغم أنّ الشخصيات تعيش اجتماعيا في أسرة واحدة، ومكانيا في العاصمة، رغم ذلك تحاول كلّ شخصية أن تتكلّف الحديث بلهجة الغرب الجزائري، والنتيجة أنّ أيّ شخصية لم تفلح في الكلام بطلاقة وعفوية، فلا هي تكلّمت بلهجتها الطليقة، ولا هي أفلحت في تكلّف لهجة الغرب التي جعلت الخطاب والحوار أمام المشاهد نشازا، وهذا ما جنى على طاقة الممثلين، وشوّش تركيزهم على الدور، فبدلا من أن يركّز الممثل على خصوصيات دوره راح يركّز على تقليد لهجة لا يتقنها، وظهر عجزه عن أدائها واضحا أمام المشاهدين، وهو يعجن عبارة من هنا، وأخرى من هناك، مضيفاَ على عدم تركيزه نشازا خطابيا، ومهملا حقيقة ما جاء لأجله وهو أداء دور وليس تقليد لهجة يبدو أنّها فرضت عليه فرضا؟ ويبقى سؤال تكلّف لغة الغرب في أجواء عاصمية (عمران بيوت القصبة والمناظر العامة لسواحل العاصمة) أمر لا يملك تفسيره إلاّ أصحاب العمل”.

الأزمة الأخرى التي توقّف عندها الناقد هي “السقوط في تكرار نفس المواضيع التجارية”، حيث يؤكّد “أنّه وفي حمى الهرولة لحصد التراندينغ، لا نكاد نخرج من أزمة المركزية العاصمية التي جنت على الطاقة البشرية والخطابية للدراما، حتى نجد الغالبية الساحقة من الأعمال بتيمات (أفكار أساسية) ومواضيع واحدة ومشتركة، وقد يتساءل المتفرّج حولها سؤالا واحدا: لماذا تتكرّر نفس الموضوعات في جميع الأعمال الدرامية وبنفس الطريقة؟”.

ب\ص