الناقد لونيس بن علي: “الفعل الثقافي متحرر من كل القيود”

elmaouid

قال الكاتب والناقد لونيس بن علي “إن الحادثة تعكس في عمقها الحدود القاسية التي  تفرض على المثقف والتي تحاصره من الجهات الأربع، وتحد من حركته الفكرية واللغوية، تحت عدة عوامل قد ذكر منها إدوارد سعيد بالإضافة إلى عامل الخبرة، عوامل أخرى مثل التخصص والولاء الإيديولوجي”.

وأضاف الكاتب بن علي أن “الخبرة هي الكفاءة التي يكتسبها المثقف بمجرد انتمائه إلى مؤسسة علمية، تمكنه من مجموعة من المعارف، وتكسبه تلك اللغة السليمة والدقيقة التي تعرف حدودها المعجمية والمصطلحية بشكل دقيق، بالإضافة إلى إطلاعه الواسع على المصادر والمراجع في المجال الذي ينتمي إليه”.

وأشار الكاتب إلى أن “بعض المثقفين تحولوا إلى جماعات تحترف الكلام الذي لا يفهمه العامة من الناس، فيحتلون المنابر، وشاشات التلفزيون باسم الحقيقة وحدها، ليمارسوا وصاياهم الفكرية والأخلاقية.. وكأنّ الناس في ظلمات لا يعقلون ولا يعرفون واقعهم، ولا يفهمون رهانات العالم المعاصر، وقد تتأزم المسألة أكثر في الخطاب الديني”.

وأكد لونيس بن علي أن “نزعة التخصص بهذا المعنى تعني الولاء لإطار معرفي، يتحكم في خطاب المثقف، فيستسلم لحالة من الكسل والإستسلام، فيُدجّن ويقبل بأي شيئ يسمح له دون أن يفكر في مناطق أخرى يتجاهلها تخصصه. وأنا أستغرب من بعض الدراسات الأدبية التي تغرق في تفاصيل النصوص، في إيقاعاتها، في بناها السردية، في تراكيبها فيضعون لها الجداول التفصيلية، والمخططات البيانية، ويفككون الكلمة إلى وحداتها الصغرى”.

وخلص ذات الناقد في الأخير إلى القول بأن “الفعل الثقافي متحرر من كل القيود حتى تلك التي تنتمي إلى المؤسسة العلمية ذاتها، وإننا في أمس الحاجة إلى ذلك المثقف الذي يسميه إدوارد سعيد بالمثقف الهاوي. ويكمن مجاله في العالم الدنيوي، العالم التاريخي والإجتماعي الذي ابتكره الإنسان، وهو الذي يعصمه من الوقوع في سجن الدغمائيات، أو في منظومة المقدس”، مردفا “أن يكون المثقف هاويا يعني أن يقف في وجه هؤلاء الذين  ينصبون أنفسهم حراسا على المقولات والنصوص والنظريات، وقاعدته الأساسية في ذلك هي الإيمان بحرية الرأي والتعبير”.