كشف الناقد المصري الكبير طارق الشناوي، خلال برنامج “كلمة أخيرة” للإعلامية لميس الحديدي على شاشة on، في حلقة خاصة حول ذكرى رحيل الكاتب الكبير وحيد حامد، أن الجزائر البلد الوحيد الذي عرض مسلسل “العائلة” في فترة العشرية السوداء لمواجهة الإرهاب وللتوعية ضد التطرف.
تدور أحداث المسلسل في مصر وقت حرب الاستنزاف وما تلاها، من خلال عمارة وسكانها وعلاقتهم ببعضهم البعض، وحول الأسرة التي تفقد أحد أبنائها في الحرب وتأثير ذلك عليها، كما يتناول قضية الإرهاب والفقر الذي يؤدي بالفقراء إلى الانجراف وراء التيارات المتطرفة.
ويعد مسلسل “العائلة” واحداً من الأعمال الدرامية القوية التي عرضت عام 1994 خلال شهر رمضان الكريم. ودارت الأحداث في فترة حرجة من تاريخ مصر المعاصر، وهي فترة حرب الاستنزاف التي تلت نكسة 1967، وامتدت حتى حرب أكتوبر 1973، من خلال سكان إحدى العمارات وعلاقاتهم الاجتماعية ومشكلاتهم وطموحاتهم.
وتناول المسلسل في حبكة درامية قضايا عاشتها مصر في تلك الفترة، بما فيها من فقدان الأسر لأبنائهم في الحرب وآثارها على المجتمع المدني وقضايا الفقر والعنف والإرهاب، وتأثير هذه الظروف السيئة التي تؤدي بالشباب إلى الانحراف أو الانجراف إلى التيارات المتطرفة. وشارك في بطولة المسلسل محمود مرسي، الذي جسد شخصية “كامل سويلم” المثقف الواعي الذي يعمل ناظراً لمدرسة الفلاح الثانوية، وليلى علوي، وعبد المنعم مدبولي، وخيرية أحمد، وعزت أبو عوف، وهو من تأليف وحيد حامد، وإخراج إسماعيل عبد الحافظ، وأنتجه قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري.
واللافت أن “العائلة” عرض بعد تنفيذه في التلفزيونيين المصري والجزائري فقط، وكانت مصر والجزائر وقتها تشهدان موجة إرهاب كبيرة، ورفضت غالبية الدول العربية عرضه، وأثار ضجة كبيرة.
وتسبب مشهد استشهاد أحد أبناء محمود مرسي في الأحداث على يد الإرهابيين في أزمة للأمهات في البلدين، حيث ذكّرهن بأبنائهن من ضحايا الإرهاب.
وقال آنذاك المؤلف وحيد حامد، إنه يبحث دائماً عن الأعمال التي تدفع خطوة للأمام ويقدم من خلالها شيئاً مختلفاً، وأنه عندما كتب “العائلة” لم يخف من المشاكل، وقدم عملاً راسخاً في تاريخ الدراما العربية، مشيراً إلى أنه كتبه عام 1990 وظل مرفوضاً، حتى 1993 حين اتصل به ممدوح الليثي رئيس قطاع الإنتاج وقتها، وطلب منه المساهمة في بدء تنفيذ المسلسل، بعد اشتداد ظاهرة الإرهاب.
وكشف أن الفنان الراحل محمود مرسي حين قرأ المسلسل للمرة الأولى اتهمه بالجنون لأنه كتب هذا العمل ونصحه أن ينساه، لأن الظروف صعبة، ثم حدثت واقعة اغتيال الدكتور فرج فودة، فاتصل به مرسي واعتذر له على موقفه السابق، وقال له إنه لابد من النزول إلى الشارع لمحاربة الإرهاب بكل الوسائل الممكنة.
ب/ص