صارت تقليدا سنويا يرافق إعلان النتائج

الناجحون في “الباك”.. يضيئون ليل العاصمة ويحولونه إلى نهار

الناجحون في “الباك”.. يضيئون ليل العاصمة ويحولونه إلى نهار

* ألعاب نارية ومواكب جابت الأحياء


أكدت شهادة البكالوريا على مكانتها الكبيرة وسط الجزائريين، فالاحتفال بها يختلف كثيرا عن بقية الانجازات الدراسية، حتى إن نيل الدكتوراه قد لا يعني الكثير لدى البعض، مقارنة بنيل أبنائهم لشهادة البكالوريا التي تعد في نظرهم سيدة الشهادات العلمية على مر السنين، لكن المؤسف في الأمر أن تتحول الأفراح إلى أقراح بسبب بعض التجاوزات التي يقوم بها المحتفلون.

بمجرد الإعلان عن نتائج امتحانات البكالوريا، مساء السبت الماضي، انطلقت مواكب الناجحين تجوب الأحياء والطرقات، في احتفال صاخب صار تقليدا سنويا يصاحب الإعلان عن النتائج.

وصنع المحتفلون أجواء استثنائية، دبت معها الحياة في الأحياء والبيوت التي فتحت أبوابها لاستقبال تبريكات الأحباب والجيران، في لحظات امتزجت فيها الفرحة بالدموع.

مواكب ليلية صعبت من حركة المرور

عرفت حركة المرور بدورها صعوبة في السّير بعد خروج الجميع في أفواج ومواكب أغلبها لشباب وأصدقاء مع أهلهم لإعلان فرحتهم بانتهاء أكبر حاجز في المرحلة المدرسية، وتعالت منبهات السيارات والأغاني واستمرت الصعوبة الكبيرة لحركة المرور إلى ساعات متأخرة جدا قضاها الجميع في غدو ورواح.

حيث عاشت الطرقات هي الأخرى طيلة ليل يوم السبت حالة من الفوضى والإزعاج، حيث عجت بالمركبات المحملة أكثر من طاقتها بالركاب أغلبهم الفائزون في البكالوريا، للتعبير عن فرحتهم، فكانت الأغاني تصدح من خارج السيارات وبصوت عال لم يتوقف إلا بعد ساعات متأخرة من الليل، فيما وجد مستعملو الطرقات صعوبة في تنقلاتهم بسبب القيادة “الجنونية” لأغلب المحتفلين، فمنهم من يقود بسرعة والآخر بتمهل غير عادي، أما البعض الآخر فاختار الرقص بالسيارة والتمايل بها، رغم أن أجساد الركاب كان نصفها خارج السيارة، فيما أدى توقف المركبات وخروج بعضهم إلى الرقص على الطريق إلى غلق الطرقات وسدها في حركة السير لفترة من الزمن مثل ما حدث بولاية بجاية، ولم تخل الفرحة من مآسي وحوادث المرور التي كانت حاضرة بقوة أغلبها كادت أن تكون مميتة، وحولت الفرحة إلى حزن كالحادث المروري الذي عاشته بلدية برج الكيفان بالعاصمة وآخر قرب جامعة باب الزوار، بالإضافة إلى حادث بسطيف بين دراجة نارية وسيارة سياحية أدت إلى إصابة صاحب الدراجة بجروح متفاوتة وغيرها من الحوادث الأخرى البسيطة المسجلة هنا وهناك التي قضت على احتفالات الزمن الجميل المتصفة بالبساطة داخل البيت مع الأهل والأحباب وفي الشوارع والأحياء.

وتجند أعوان الشرطة والدرك في الحواجز الأمنية الحضرية وما بين الولايات للسهر على حماية أمن المحتفلين، مذكرين إياهم دوما بضرورة الاحتفال بعقلانية بعيدا عن التهور حتى لا يتحول الفرح إلى قرح.

حناجر السيدات تصل عباب السماء

ككل فرحة تدخل البيوت الجزائرية، تعبر الجزائريات بطريقتهن الخاصة، فلم تخل فرحة الاحتفال بنيل شهادة البكالوريا من الزغاريد التي انطلقت من مختلف المنازل، حيث تعالت حناجر النسوة لتصل عنان السماء بأصوات تعبر عن البهجة والغبطة لاسيما بالنسبة للعائلات التي لديها ممتحن اجتاز الشهادة لثاني أو ثالث مرّة، حيث كانت فرحتهم لا توصف بعد تذوق الفشل في مرات سابقة، فبعد سماع خبر النجاح تتعالى الزغاريد التي تتكرر كلما حلت ضيفة جديدة من المهنئات والمباركات بالنجاح.

ل. ب