كشفت النائب بالمجلس الشعبي الولائي للعاصمة، فريدة جبالي عن الميزانية التي خصصت لقفة رمضان لهذه السنة، والتي بلغت 15 مليار سنتيم، في وقت أشارت في هذا الحوار إلى الصعوبة الكبيرة التي يواجهها
رؤساء المجالس الشعبية البلدية خلال عملية تحيين ملفات المعوزين بسبب عملية الترحيل، وغياب قاعدة البيانات، وهو ما سيحرم العديد من الفقراء من حقهم في القفة.
الموعد اليومي: هل انطلقت عملية تحيين الملفات الخاصة بقفة رمضان؟
فريدة جبالي: نعم، أغلب مكاتب الشؤون الاجتماعية على مستوى العديد من بلديات العاصمة انطلقت كمرحلة أولية في تحيين ملفات المعنيين، حيث أن هذه العملية تخص العائلات المعوزة والفقيرة المتواجدة بأحياء البلديات، وتأتي هذه الخطوة كإجراء قانوني من أجل دراسة الملفات الجديدة أو القديمة، بغية الأخذ بعين الاعتبار العائلات التي قامت بتغيير مقر سكنها، في إطار عمليات إعادة الإسكان التي تقوم بها الولاية، دون أن ننسى إعادة التأكد من حالات الوفاة، ولعلمكم، فإن عملية تجديد الملفات تقوم بها مصالح البلدية سنويا من أجل ضبط قوائم المستفيدين، تليها كمرحلة ثانية إرسال القوائم لمديرية النشاط الاجتماعي على مستوى العاصمة التي تقوم بتسجيل القائمة الجديدة “المطهرة”، من أجل منح الميزانية المخصصة للعملية.
– وهل تم تحديد الميزانية لهذه السنة؟
* خصصت ولاية الجزائر 15 مليار سنتيم لقفة رمضان لهذه السنة، حيث ستستفيد منها البلديات الفقيرة، كتسالة المرجة، سيدي موسى، معالمة، سويدانية، زرالدة، براقي، سحاولة وغيرها من البلديات ضعيفة الدخل، أما بالنسبة للبلديات الغنية التي تضم مناطق صناعية وتجارية كحيدرة، الرويبة، دار البيضاء، فأمرها الوالي بالتكّفل بمصاريف القفة من ميزانيتها السنوية.
– وماذا عن الأرقام الحقيقية للمعوزين في العاصمة؟
* في كل مرة نعيد طرح إشكالية الأرقام الحقيقية لعدد المعوزين المقيمين بولاية الجزائر، أين نواجه مشكلا كبيرا، نظرا لانعدام قاعدة بيانات تستند إليها المصالح المعنية في تحديد العائلات التي هي بحاجة إلى مساعدات اجتماعية، ما ينجر عن هذا الغياب عدة تجاوزات تصل إلى حد استفادة ميسوري الحال من قفة رمضان ومن إعانات أخرى قد تمنحها مديرية النشاط الاجتماعي في كل مناسبة، فالكثير من المرات نصطدم بواقع عدم حصول العديد من المعوزين الحقيقيين على الإعانة بالرغم من استنجادنا بالجمعيات و “الأميار”، وهو ما يجعلنا نطالب بضرورة إنشاء بنك معلومات على مستوى البلديات، هذا الأخير إن وجد سيحل عملية الإحصاء تلقائيا، وبالتالي سهولة التحكم في وجهة الإعانات الممنوحة وضمان وصول المنح والمساعدات الاجتماعية التي تقدمها السلطات إلى محتاجيها، لاسيما مع عمليات إعادة الإسكان التي تقوم بها الولاية منذ 2014 والتي أخلطت العديد من الأوراق.
– ما علاقة الترحيل بتوزيع قفة رمضان؟
* عملية إعادة الإسكان التي تقوم بها الولاية منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، تخلق مشكلا كبيرا بمجرد اقتراب موعد تسليم القفة لأصحابها، فهناك إمكانية كبيرة في تهميش العديد من المرحلين وهم أصلا من المعوزين وكانوا في وقت سابق يتحصلون على هذه الإعانة من بلدياتهم القديمة، غير أن هذه السنة فسوف لن يتمكن العديد من “الأميار” الذين استقبلوا المرحلين من توزيع قفة رمضان، بالنظر إلى عدم قدرة رؤساء البلديات خاصة الذين استقبلوا المرحلين في إطار عملية إعادة الإسكان التي عرفتها العاصمة مؤخرا، على إعادة إحصائهم والتحقيق في ملفاتهم، لاسيما وأنه لم يتبق للشهر الفضيل سوى أسابيع قليلة، في وقت تعرف عملية التحيين مراحل عديدة تتطلب عدة أشهر لإكمالها وتحديد المعنيين بها، وهو ما يجعلنا نعيد تجديد مطلبنا في استحداث قاعدة بيانات على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي لتسجيل أي تغيير تلقائيا لتستقبله البلدية إلكترونيا، وهو ما يسهل من عملية التحيين وتحديد المعوزين وتفادي توزيعها على غير مستحقيها.