رغم أن مدينة الميلية تعتبر من أكبر مدن ولاية جيجل سواء من حيث الكثافة السكانية، وهو ما يتطلب توفير الظروف الملائمة لهذه الزيادة في السكان، أو من حيث أهميتها الإقتصادية على مستوى الولاية وحتى على المستوى الوطني، خاصة بعدما تحركت المشاريع الإقتصادية المختلفة بالمنطقة الصناعية بلارة، بداية بمصنع الحديد والصلب وكذا محطة توليد الكهرباء والمشاريع الأخرى التي انطلقت في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يتطلب حسب سكان المدينة أن تلتفت السلطات المحلية للوجه الجمالي للمدينة، من حيث تحسين وضعية الطرقات والنظافة.
وتتحول الحفر المبعثرة في كل شوارع المدينة بداية من وسطها بساحة الشهداء إلى خطر يهدد السيارات بمختلف أنواعها، والتي طالت مدتها، نفس الظاهرة تسجل على مستوى طريق إكمالية التنس رغم كونه شريانا رئيسيا للمواصلات في المدينة، ضف إلى ذلك تسجيل حفر مختلفة الأحجام والأنواع على مستوى طريق حي عجنق، والذي يصل إلى ثانوية هواري بومدين، ويربط وسط المدينة بحي المريجة، أيضا مقابل إكمالية التهذيب ومركز رعاية الطفولة فحدث ولا حرج، خاصة أن الحفر المبعثرة في الطريق قد تحولت إلى أخاديد، هذا بالنسبة لجزء ضئيل من شوارع وسط المدينة، أما بالنسبة للأحياء المجاورة والمحيطة بها فالوضعية أكثر حدة من ذلك إلى درجة انعدام وغياب التهيئة، رغم أنها تضم أكبر عدد من سكان المدينة.
ومن هذه الأحياء، حي منقوش الذي يعتبر منذ فترات طويلة بؤرة ونقطة سوداء، بداية بانتشار البناء الفوضوي، الذي حولها إلى مدينة موازية للمدينة الأصل، تسجل بها نقائص كثيرة، رغم اللمسات التي تركتها بعض المشاريع، التي استطاعت لحد ما فك العزلة عن السكان وهي تهيئة الكثير من الطرق والمسالك، لكن رغم ذلك نسجل اهتراء الكثير من محاورها، وهو ما يشكل صعوبة في التنقل بالنسبة للسكان، وما يكون سببا في تحاشي وسائل النقل التوجه لهذه الأحياء، وتختلف مشاكل حي منقوش، سواء كان السفلي أو العلوي، لكننا نسجل أيضا انعدام التهيئة في أغلب شوارع المنطقة، وانتشار الأوساخ بشكل مقلق، كما يحدثنا السكان.
بالنسبة لحي المريجة، ورغم أن المنطقة أصبحت من التجمعات السكانية الكبيرة في المدينة، ورغم حداثتها، فإنها تعتبر من النقاط السوداء في الميلية، لتواجد طرقها في وضعية كارثية، بانتشار الحفر والأخاديد، وانتشار القمامة في مدخل الحي مقابل القاعة متعددة الرياضات، وهي الظاهرة التي تكاد تكون دائمة.
وقد حدثنا بعض من سكان المدينة، الذين تطرقوا إلى أسباب انتشار الحفر وتردي وضعية الطرقات، ومنها قدمها، والقيام بعمليات أخرى بعد إنهاء تهيئة الطرق في بعض المناطق ولعدم وجود صيانة متواصلة للطرق، وهو ما يسمح باتساع الحفر دون أي تدخل، إلى درجة أن البعض أصبح يسمي المدينة، مدينة الألف حفرة وحفرة، من جهة أخرى يطالب سكانها بضرورة التدخل بشكل فعال لإصلاح كل الشبكات على مستوى المدينة، ومنها التسريبات في شبكات توزيع مياه الشرب التي تؤدي إلى آثار سلبية جدا على الطرق، ويؤدي إلى خلق حفر عميقة كما حدث في حي سونلغاز مقابل سوق الخضر القديم، أين نسجل أيضا عدم وجود قنوات تصريف مياه الأمطار بشكل يقضي على تواجدها نهائيا.
وأمام هذه الوضعية يأمل السكان في تدخل السلطات المحلية لإصلاح كل النقاط السوداء بالمدينة، وإعطائها وجها جماليا يواكب عمليات التنمية المسجلة فيها.
جمال. ك