المياه القذرة تتوغل إلى أقبية عمارات باب الزوار

المياه القذرة تتوغل إلى أقبية عمارات باب الزوار

ما يزال سكان الأقبية بعمارات باب الزوار خاصة على مستوى حيي الصومام والسوريكال يعيشون المعاناة مع تغلغل المياه القذرة إلى داخل مساكنهم التي شغلوها منذ أكثر من ثلاثة عقود، ظنا منهم أن الخطوة مجرد عقبة إلزامية ينتقلون من خلالها إلى بر الأمان نحو شقق تحفظ لهم كرامتهم المهدورة خاصة بعدما اطلعت السلطات على الأسباب القاهرة التي قادتهم إلى هذا المصير بداية التسعينيات، ووقفت أكثر من مرة على مشاكلهم التي تتحول إلى جحيم مع حلول الشتاء وأطلقت وعودا للعائلات بالعمل على انتشالهم من معاناتهم، إلا أن الوضع بقي على حاله حتى مع الاحتجاجات المنظمة بين الفينة والأخرى .

ناشد سكان الأقبية والي العاصمة يوسف شرفة بإيفاد لجنة تحقيق ميدانية تقف على الكابوس الذي يعيشون تفاصيله منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث أوضح سكان حي السوريكال أنهم يعيشون مرارة الحياة خلال فترة التقلبات الجوية، خاصة عند تسرب مياه قنوات الصرف الصحي إلى سكناتهم التي لا تصلح للعيش، بحكم أنها لم تكن مخصصة للسكن أصلا، إلا أن الظروف المعيشية القاهرة، على غرار أزمة السكن، أرغمتهم على استغلالها كسكنات تأويهم إلى غاية التفاتة المصالح المحلية والولائية بترحيلهم إلى سكنات لائقة، موضحين أنهم قاموا بإيداع ملفات طلب السكن منذ 1990، حيث اكتفت المصالح المعنية ببلدية باب الزوار، باستلام ملفاتهم من دون الضغط على السلطات الولائية من أجل استعجال ترحيلهم، خلال فترة الوالي الأسبق عبد القادر زوخ، والوالي السابق، عبد الخالق صيودة، مضيفين أن توجّههم في كل مرة إلى مصالح البلدية للاستفسار عن مطلب ترحيلهم، يقابل بوعود تطمينية من طرف رئيس البلدية بترحيلهم، وإيصال شكواهم لمصالح الدائرة الإدارية للدار البيضاء، إلا أن هذه الوعود بقيت -حسبهم- شعارات مناسباتية لم تجسّد إلى غاية اللحظة على أرض الواقع، مشيرين إلى أنهم ألفوا العيش وسط الجرذان والصراصير والبعوض، ناهيك عن الروائح الكريهة نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي لسكان الشقق العلوية للعمارات، والتي تزداد حدة خلال فترة ارتفاع درجات الحرارة، لتنتشر الروائح داخل الأقبية، مخلفة أمراضا تنفسية لقاطنيها، ملتمسين من الوالي إرسال لجنة تحقيق للوقوف على معاناتهم اليومية داخل الأقبية التي لا تصلح للسكن، لولا أن ظروف الحياة القاسية أجبرتهم على اتخاذها سكنا لهم.

من جانبهم، يناشد سكان أقبية حي الصومام السلطات انتشالهم من الكارثة البيئية والصحية التي تترصد بهم، جراء امتلاء أقبية عماراتهم بالمياه القذرة، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات بكل أنواعها، وما زاد من معاناتهم تلك التسربات التي وصلت إلى خارج البنايات بعد امتلاء كامل الأقبية، وأشار المتضررون في شكواهم للحالة جد المزرية التي يعيشونها داخل تلك الأقبية التي تتسرب إليها المياه القذرة الناتجة عن تحطم قنوات الصرف الصحي، موضحين بأن معاناتهم مستمرة على هذا الوضع منذ عقود، دون أدنى تحرك من السلطات المحلية، التي على حد شهاداتهم تكتفي في كل مرة بإرسال مراقبين للوقوف على حجم معاناتهم لاسيما في فصل الشتاء دون العمل على حلها أو إيصال وضعيتهم للسلطات الولائية من أجل برمجتهم للترحيل.

وأوضح المشتكون أن الروائح الكريهة المنبعثة من أقبية العمارات باتت ترافق يومياتهم ليلا ونهارا مع انتشار للحشرات الضارة على غرار البعوض بأنواعه بسبب مياه الصرف التي ملأت الأقبية، هذه الوضعية مست جميع السكان، غير أن المتضرر الأكبر سكان الطوابق الأرضية الذين طالت منازلهم التسربات والرطوبة التي تسببت في اهتراء الأرضية والتشققات.

إسراء. أ