الجزائر- قال الموقع الإخباري الفرنسي “موند أفريك” إن جهاز الاستخبارات الجزائري لعب دورا في إحباط محاولة انقلابية فاشلة في تونس كان يُخطط لها من طرف الإمارات عبر وزير الداخلية السابق، لطفي براهم.
وكتب رئيس تحرير الموقع الصحفي نيكولا بو، مقالا قال فيه إن جهات استخباراتية جزائرية وفرنسية وألمانية هي من كشفت المخطط الانقلابي وقامت بإرسال تقارير بذلك إلى السلطات التونسية.
وجاء في تقرير الصحفي “بو” أن مصادر دبلوماسية غربية أكدت له أن اجتماعا سريا في جزيرة جربة جمع لطفي براهم بمدير المخابرات الإماراتية بعد عودته من اجتماع جمع الفرقاء الليبيين في باريس يوم 29 ماي الماضي.
والأربعاء الماضي، أعفى رئيس الحكومة يوسف الشاهد وزير الداخلية لطفي براهم من مهامه، وكلف وزير العدل غازي الجريبي وزيرا للداخلية بالنيابة.
وجاء قرار الإعفاء بعد 4 أيام من حادث غرق مركب لمهاجرين غير نظاميين قبالة سواحل جزيرة قرقنة، راح ضحيته 84 شخصا، بحسب تصريحات رسمية إلى حد الآن.
غير أن الصحفي الفرنسي نيكولا بو، اعتبر أنه من السخيف الاعتقاد بأن غرق المهاجرين قبالة سواحل جزيرة “قرقنة” التونسية مؤخرا، كان وراء إقالة براهم.
وأوضح بأن وزير الداخلية التونسي لطفي براهم “قد أخطأ بمراهنته على أصدقائه الإماراتيين الجدد بأنه سيصبح اللاعب الأول في تونس بفضل دعمهم”.
وأثارت زيارة قام بها لطفي براهم إلى السعودية في 25 فيفري الماضي واستمرت عدة أيام جدلا في تونس، خاصة أنه قابل عديد المسؤولين السعوديين الكبار، وعاد في طائرة خاصة سعودية، وفق ما تداولته مصادر إعلامية.
وبحسب “بو” فإن اللقاء السري بين وزير الداخلية التونسي السابق والمخابرات الإماراتية في جزيرة جربة، تضمن “ضبط خارطة طريق تبدأ بالعمل على تمهيد الأجواء لإقالة يوسف الشاهد، وتعيين وزير دفاع الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي كمال مرجان رئيسا للحكومة”.
وقال “إن تحركات لطفي براهم المريبة جعلته محل شك وسارعت بتحرك رئيس الحكومة يوسف الشاهد بإقالته، بعد استشارة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الذي أتى به قبل 9 أشهر..”.
وأضاف نيكولا بو “أن انقلابا طبيا (صحيا) كان يطبخ للإطاحة برئيس الجميورية، على غرار انقلاب بن علي على بورقيبة سنة 1987″، وأشار المقال “أن تقاربا حصل بين لطفي براهم وسياسيين تونسيين على غرار رضا بلحاج أحد مؤسسي نداء تونس بتنسيق إماراتي، لإعادة تشكيل الطيف السياسي والإطاحة بحركة النهضة، واستنساخ السيناريو الليبي في تونس”.
وكان الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، قد صرح في عديد المرات أن دولا خليجية معادية لثورات الربيع العربي تسعى إلى تنفيذ انقلاب في تونس من بينها الإمارات.
ومعلوم أن الجزائر وتونس تقومان بتنسيق أمني على أعلى مستوى سواء ما تعلق بمكافحة الإرهاب أو تبادل المعلومات عن التهديدات المشتركة لأمن البلدين، وهو ما أكده آخر تقرير لمعهد كارنيغي الأمريكي الذي لفت إلى نتائج هذا التنسيق التي كللت بالقضاء على عديد العناصر الإرهابية على الحدود المشتركة.
وفي 30 جانفي الماضي، أكد وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي أن تونس “تعمل على التنسيق مع الجارة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب بتبادل المعلومات الحينية وعقد الاجتماعات الدورية لمزيد إحكام مراقبة الحدود البرية في ضوء التحديات الأمنية بالمنطقة”.